في 14نوفمبر 2018 الساعة 11 صباحاً سيبدأ العرض التمهيدي لمعرض الفنان السوري خالد بركة في متحف الفنون والحرف بهامبورغ (MKG) ضمن برنامج فعاليات “أيام المنفى” في هامبورغ، فيما سيكون افتتاح المعرض في 15 نوفمبر 2018 الساعة 7 مساءً وسيستمر حتى 13 يناير 2019.
ولد الفنان خالد بركة في دمشق، وهو مقيم في ألمانيا منذ العام 2010. تناقش أعماله مسألة الصراعات الطويلة الأمد وإمكانات حلها. كما تخوض في تجربة التعذيب والهجرة والنفي، وتبحث في كيفية تعامل اللاجئين مع تجارب الحرب ومع الاضطرابات التي تصيب سيرهم الذاتية عند خوضهم لبدايات جديدة. تعالج الأعمال المعروضة التي يبلغ عددها ما يقارب 20 عملاً، تم تنفيذ بعضها خصيصاً للمعرض، ظاهرة الانتقال، حيث يتم تناولها من خلال فن النحت وفن التلصيق وفنون الوسائط الجديدة.
يستحضر عنوان المعرض: “الساعة الزرقاء” استعارة تستخدم في العديد من الثقافات لوصف الفترة الفاصلة ما بين غروب الشمس والغسق وبين شروق الشمس والفجر. فترة ما قبل العتمة أو ما قبل النور. يحاكي خالد بركة من خلال هذه الصورة أحوال المهاجرين المحكومين بإيجاد طريقهم في مجتمعاتهم الجديدة، بالتزامن مع مواجهة تجاربهم في الهجرة وضياع الأوطان. يتسم الصراع القائم بين فقدان الهوية وغياب الأمن وبين البحث عن مستقبل أكثر إشراقاً والشعور بالانتماء الى ثقافة أجنبية بتناوب مشاعر متضاربة تتراوح بين الحداد وعدم اليقين طوراً وبين الأمل طوراً آخر.
من تيمات الفنان:
يتطرق خالد بركة من خلال عمله الفني المعنون: Supple Cartographies2018 The Shake, إلى مشكلة النزاعات المستعصية وصعوبة التوفيق بين مختلف أطرافها. فيما يعتمد عمله “Supple Cartographies” على تقنية الكنتسوجي اليابانية في ترميم الخزف المكسور بماء الذهب. فينقلها إلى خريطة للجدران الفاصلة بين دول العالم، ويستخدمها كلحام من ذهب لتقويم الحدود والصدوع بين الدول المتنازعة.
حاور خالد بركة من خلال أعماله لسنوات عديدة تمثال “Hands Across the Divide” للفنان الإيرلندي موريس هارون. تجسد هذه المنحوتة المتواجدة في بلدة ديري في أيرلندا الشمالية رجلان ينتميان إلى نفس البقعة الجغرافية تاريخياً ولكنهما ينتميان إلى طائفتين مختلفتين، أحدهما بروتستانتي والآخر كاثوليكي. ينتصبان بيد ممدودة أحدهما إلى الآخر دون أن يتمكنا من إتمام المصافحة أو تجاوز الفجوة التي تفصل بينهما. فقام خالد بركة من خلال عمله “The Shake, Materialised Distance”2013بتصميم القطعة المفقودة التي من شأنها إكمال المصافحة.
يشّكل موضوع فقدان الهوية أحد المحاور الأساسية في أعمال خالد بركة.
يقوم عمله The Master Plan 2018 على تصميم نموذج مصغر لجزء من مدينة دمشق اعتماداً على الموزاييك، التقنية التقليدية الدمشقية لترصيع الخشب. بهذا العمل ينقد الفنان إعادة إعمار المناطق الحضرية المشيدة حديثاً في دمشق تحت حكم آل الأسد، حيث تم تدمير الكثير من ورش العمل التقليدية لاستبدالها بطرق سريعة وميادين كبيرة لا تحترم محيطها التاريخي أو الثقافي. كما تولي أعمال خالد بركة اهتماماً خاصاً لخلق روابط بين الموضوعات والتقنيات الحرفية السورية ونظيرتها الألمانية. فعلى سبيل المثال، قام خالد بركة بإعادة كتابة نص الدستور الألماني باستعمال تقنية خط النسخ العربي والتزيين الإسلامي الموجودة في المخطوطات الإسلامية التاريخية بجودة عالية لخلق عمل (The Aperture” (2018″. وقد حرص عند ترجمة النص على تبني القيم الديمقراطية الليبرالية التي يحملها هذا الدستور موّضحاً بأن هذه القيم هي قيم مشتركة كانت أيضاً ضمن المطالب المركزية التي دافع عنها المشاركون في الربيع العربي.
معاناة وألم ضحايا النزاع في سوريا:
في عمله (Damascus 17/02/2012 19:47:31″ (2013″ قام خالد بتحويل علامات التعذيب التي رسمت على جسد صديقه خلال فترة اعتقاله إلى نوع من التجريد الفني، التي يتخذ الرمز المستوحى من فن الخط، كسجل مرئي من العنف والألم محفور في الجسم مدى الحياة. استقدم خالد بركة نعشاً من سوريا وأعاد تركيبه على شاكلة عرش مقلوب. فأخذ عنوان عمله من كتاب سوزان سونتياغ (Regarding the Pain of Others” (2013″ كرمز للتدهور الأخلاقي للنظام السوري.
عمله (The Untitled Images” (2014″ يكشف عن الواقع الوحشي للحرب السورية. يحمل المفجوعون بأحبائهم المحتضرون أو المقتلون على أذرعهم. تشكّل هذه الصور شاهداً على وحشية الأنظمة الديكتاتورية وفي نفس الوقت شاهداً على العنف الذي تنقله وسائل الاعلام عند بثها لتلك الفظائع. لقد قام خالد بركة بقص صور الضحايا من الصورة ليبقى مكانها فراغاً أبيض. هي محاولته لحماية جثمان الموتى من الانتهاكات العامة وتسليط الضوء على وجودهم عن طريق تغييب أجسادهم.