خلصت دراسة بريطانية شملت نحو ألفي شخص إلى أن نحو 18% من المستجيبين للدراسة تحت سن 30 عاماً مارسوا الحياة الجنسية أقل من عشر مرات خلال العام الماضي.
وأضافت الدراسة التي نشرها موقع “مامزنيت” الإلكتروني للاستشارات الأبوية، وموقع “غرانسنيت” المعني بشؤون كبار السن فوق سن 50 عاماً، إلى أن النسبة تصل إلى 29% بالنسبة لجميع الأعمار.
والتقى المشرفون على الدراسة بثلاثة أزواج، يعيشون قصص حب، ويندرجون ضمن هذه الفئة.
تزوجت أماندا وستيف قبل ست سنوات.
وتقول أماندا، البالغة من العمر 35 عاماً، لبرنامج “فيكتوريا دربيشاير” لبي بي سي :”عدم وجود حياة جنسية بيننا في هذه اللحظة بسببي”.
وأضافت : “أنا متعبة طوال الوقت لأن وظيفتي تتطلب مهام كثيرة، فضلاً عن مهام المنزل. ويبدو أن رغبتي الجنسية متعبة أيضاً”.
ويفسر الزوجان، وهما ينظران إلى بعضهما ويضحكان وابنهما إليوت البالغ من العمر 22 شهراً يسير سعيداً في أنحاء الغرفة، سبب ممارستهما حياتهما الجنسية الآن مرة كل ستة أسابيع.
يقول ستيف، من لندن : “لا يحدث أن نمارس الجنس في النهار أو بعد الظهر مع وجود طفل حولنا”.
وأضاف : “حتى وإن جعلته ينام ساعتين فأنت بذلك أشبه بمن يقول (ربما ينبغي لي أن أفعل أي شيء آخر أو اغتنم الفرصة وأنام بعض الوقت)”.
ويقول مارتن بارو، استشاري ومعالج في الشؤون الجنسية، إن الأمر لا ينحصر في الآباء فقط من حيث تراجع الرغبة في ممارسة الحياة الجنسية.
وأضاف :”نشهد فيما يبدو تسجيل عدد أكبر لأشخاص أصبحوا غير راضين عن علاقاتهم الجنسية”.
وأضاف : “سواء كان يوجد تحول ثقافي لأشخاص أصبحوا يشعرون بمزيد من الراحة في الحديث عن الجنس أو سواء كان يوجد أشخاص يمارسون الجنس بمعدل أقل، لست متأكداً، فبإمكانك أن تعيش علاقة ناجحة سواء تضمنت حياة جنسية أم لا”.
وأضاف : “بعض الناس لا يحتاجون إلى الجنس كي يشعرون بالسعادة، والبعض الآخر على النقيض من ذلك”.
يعيش جاكوب وشارلوت، كلاهما 23 عاماً، قصة حب كبيرة، لكن الجنس ليس جزءاً في العلاقة بينهما.
تقول شارلوت : “نعيش معاً منذ أربع سنوات. لم نمارس الجنس خلال ثلاث سنوات فيها، ولا نعتزم ذلك”.
وتُوصف شارلوت بأنها فاقدة للرغبة الجنسية، بخلاف جاكوب.
وأضافت : “حاولنا ممارسة الجنس أول ستة أشهر لمعرفة ماذا يحدث. في الحقيقة لم يجعلنا سعداء”.
وقالت : “جاكوب لا يرغب في ممارسة الجنس مع شخص لا يرغب في ممارسة الجنس”.
يعتبر هذا الأمر بالنسبة لبعض الرجال بمثابة بند يفسخ اتفاق بين طرفين، لكنه ليس كذلك بالنسبة لجاكوب الذي قال : “أعيش علاقة رائعة مع إنسانة رائعة. توجد سبل أخرى لإظهار العاطفة”.
وتقول شارلوت : “لا أعتقد أني قادرة على الحديث مع شخص بهذا الشأن بدون الإشارة ضمناً (أي عدم ممارسة الجنس) يمثل عبأ عليّ”.
وأضافت : “من المحزن حقاً أن يولي بعض الناس أولوية للجنس أكثر من السعادة”.
ويعيش توم وستيف، من بريستول، معاً منذ أربع سنوات، وتزوجا العام الماضي. لكنهما لم يمارسا الجنس مع بعضهما على الإطلاق.
ويصفان أنفسهما بأنهما فاقدان للرغبة الجنسية، ويتحدثان عن أول لقاء بينهما مازحان، عندما ناما إلى جانب بعضهما، بأنها “واحدة من أفضل الليالي، كنا معاً ولم يحدث أي شيء”.
ويعتقد توم أن المجتمع أصبح موجهاً بالجنس بدرجة متزايدة، غير أن ذلك “لا يعكس أن الناس أصبحت تمارس الجنس بطريقة متزايدة”.
وأضاف :”توجد ضغوط لممارسة الجنس، وربما يجبر الناس أنفسهم على ممارسة المزيد من الجنس على نحو معتاد”.
ويقول توم وستيف إن الناس تندهش عندما نخبرهم بأننا لم نمارس الجنس على الإطلاق، ويسألون كيف تحبون بعضكما بدون ممارسته.
وجوابهما عليهم ببساطة : “إذا كان من الممكن ممارسة الجنس بدون حب، فلماذا لا يوجد حب بدون ممارسة الجنس؟”
ويعتقد مارتن أن كم ممارسة الجنس في العلاقات “يجعل العلاقة غير طبيعية”.
ويضيف أن بعض الأزواج يمكنهم “الوصول إلى أعلى مستويات الحميمية بدون ممارسة جنس”.
ويعتقد آخرون أن كم ممارسة الجنس يتعرض لموجات مد وجزر، ويتأثر بأشياء مثل وجود أطفال صغار أو العمل أو التعب أو المرض.
وتقول أماندا إن التواصل بينها وبين ستيف كان مفتاح التمتع بعلاقة صحية وقوية بدون ممارسة الجنس بانتظام.
وتنصح الآباء الجدد الذين يعيشون نفس الموقف : “لا تشعروا بخيبة أمل كبيرة، لأن الأمر يحدث معنا جميعا.”
وتضحك وهي تنظر إلى ستيف قائلة : “سنمارسه مرة أخرى، أعد بذلك”.
المصدر: بي بي سي
اقرأ/ي أيضاً: