عبد الرزاق حمدون*
لم يشكل تواجد محمد صلاح مع لوكا مودريتش في القائمة المختصرة لجائزة أفضل لاعب في العالم صدمة لعشّاق كرة القدم، بقدر استغرابهم من عدم تواجد كل من ليونيل ميسي وأنطوان غريزمان إلى جانب كريستيانو رونالدو.
معايير غير مفهومة
كما جرت العادة فإن الاعتماد الأساسي في مثل هذه الجوائز يكمن في الألقاب الجماعية التي حققها كل لاعب مع فريقه ومدى مساهمته في ذلك! وفي هذا الخصوص فإننا نفتقد لنجم أتلتيكو مدريد ومنتخب فرنسا أنطوان غريزمان، الذي حقق لقب كأس الاتحاد الأوروبي مع ناديه الإسباني وكان أحد أبطال الديوك في حمل كأس العالم هناك في ملاعب روسيا.
أما على صعيد الأرقام الفردية التي لعبت دوراً كبيراً في هذه المسابقة عبر السنوات الماضية، فلن نرى سوى أرقام الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي تصدّر المشهد كاملاً في سماء الليغا الإسبانية. ميسي الذي كان قائداً لناديه وحمله في أكثر من موقف صعب وقاده إلى اللقبين المحلّيين.
الأبطال أقوى من كأس العالم
اختيار الثلاثي الأخير “صلاح، مودريتش، رونالدو” لهذه الجائزة ربما كان مبنياً على صورة المشهد الأوروبي فقط والمختصر في جائزة دوري أبطال أوروبا، فتواجد الكرواتي مودريتش “ثاني العالم” على حساب أي لاعب من منتخب فرنسا “غريزمان- فاران” دليل على ذلك .
في نفس الخانة يتواجد المصري محمد صلاح الذي ساهم بشكل كبير في وصول فريقه ليفربول إلى نهائي دوري الأبطال بتسجيله 10 أهداف منها أهدافه الحاسمة أمام روما في نصف النهائي. صلاح بالرغم من قيادته لمنتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم إلا أنه لم يقدم الشيء اللافت هناك.
عدم تواجد أي لاعب من منتخب فرنسا بين الثلاثة المرشحين، يعطينا فكرة كبيرة على أن تأثير البطولة الأقوى أوروبياً يطغى على كأس العالم، إذا ما استثنينا البرتغالي كريستيانو رونالدو هدّاف دوري الأبطال “15 هدفاً” والذي قاد منتخبه البرتغال إلى الدور الثاني من كأس العالم، إلا أن انتقاله إلى يوفنتوس الإيطالي وضع الفيفا في مأزق لانتقاء لاعب من ريال مدريد ليكون القرار لوكا مودريتش أفضل لاعب في المونديال!
“The best”هي جائزة سنوية كانت حكراً في السنوات العشر الماضية بين ميسي ورونالدو، لكن مع غياب الأول وابتعاد الثاني عن المنافسة هل سنرى اسماً جديداً يتناسب مع معايير الفيفا الغريبة!
*عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا