عبد الرزاق حمدون*
بعد اتهام إدارة برشلونة الإسباني بخطف الموهبة البرازيلية مالكوم من روما الإيطالي، وبعد اقتراب التشيلي فيدال من إنتر ميلان الإيطالي، جاءت الأخبار الأخيرة بسعي النادي الكتالوني للتوقيع مع نجم بايرن ميونخ الألماني.
قضى فيدال ثلاثة مواسم في الأليانز أرينا، حقق فيها العديد من الألقاب المحلّية، لكن اعتماد إدارة بايرن على شبّان الدوري الألماني أعطى الضوء الأخضر للنجم التشيلي بالخروج من ناديه لكي يبحث عن تجربة جديدة لتكون إدارة إنتر ميلان الإيطالي أول من سلّط الضوء عليه. إلا أن تعثّر المفاوضات مع الطليان، دفعت إدارة برشلونة الإسباني للتدخل سريعاً لتحقق تقدّماً في موضوع انتقاله للكامب نو.
فيدال المقاتل والمحارب كما لقبه جمهور البايرن هناك في الأليانز أرينا، ووصفه بيب غوارديولا باللاعب الذي لا يعرف الخوف، حيث شهد تطوّراً ملحوظاً في حقبة المدرب الإسباني مع بايرن ميونيخ، وهذا ما سيساهم أكثر في اندماجه مع أسلوب برشلونة الكروي مع فالفيردي. كما يعتبر مبلغ 30 مليون يورو كقيمة لانتقال فيدال أحد أهم النقاط الإيجابية التي كسبها برشلونة من هذه الصفقة، وذلك مقارنةً بمقوماته على أرضية الميدان ونظراً لارتفاع أسعار اللاعبين في السوق.
النواحي التكتيكية المرنة
لو انتقلنا إلى الملعب وخططه فإن النجم التشيلي سيقدّم الكثير لنادي برشلونة، فهو اللاعب الذي يفتقده فالفيردي في طريقة اللعب التي يحبّذها المدرب الإسباني وهي الـ 4-2-3-1، حيث سيكون مركزه بجانب سيرجيو بوسكيتس في وسط الميدان ليقدّم المساعدة الدفاعية، وأرقامه في الموسم الماضي تقول أنه حقق نسبة 4,3 قطع كرات الخصم من نصف الملعب.
قدرة فيدال على الدعم الهجومي لن تقل عن الجانب الدفاعي، فتواجده في تشكيلة 4-2-2-2 أيضاً مضمون وفي نفس المكان لكن بمهام هجومية، ليكون القائد الأول لعمليات النادي الكتالوني الهجومية وربما القادر على أن ينهيها في المرمى، حيث سجّل الموسم الماضي 6 أهداف وصنع هدفين لفريقه الألماني في 22 مباراة خاضها في الدوري المحلي.
المرونة التي سيقدمها فيدال لن تقتصر على اللعب بجوار بوسكيتس، بل سيكون بديلاً عنه في بعض المباريات تحديداً في خطّة 4-3-3 بتواجد كل من آرثور وراكيتيتش وديمبيلي ومالكوم بجانبه في وسط الملعب، وهذه النقطة تشكل النقطة الأبرز لفالفيردي بعدما ظهر التعب على بوسكيتس في بعض فترات الموسم الماضي.
صفقة انتقال فيدال إلى برشلونة ربما يراها البعض أنها خاسرة لملعب الكامب نو، لكن الفوائد التي سيجلبها النجم التشيلي لموسمين على الأقل ستغطّي على سنين عمره الـ31.
*عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا