إعداد ميساء سلامة فولف
في هذه الزاوية نعرّفُ القراء بشخصيات من المهاجرين الذين وصلوا إلى ألمانيا منذ سنواتٍ طويلة، وتمكنوا من إعادة بناء حياتهم ومستقبلهم بعيداً عن أشكال وحدود الانتماء التقليدي، وحققوا نجاحات في مجالاتٍ عديدة، فاحتضنتهم هذه البلاد وصارت لهم وطناً.
عازف الكمان والمؤلف الموسيقي السوري أشرف كاتب
غادر مدينته حلب عام 1987 بعد حصوله على منحة لدراسة الموسيقى في المعهد الوطني الروسي في موسكو لمدة خمس سنوات. توجه بعدها إلى ألمانيا لمتابعة دراساته العليا في الأكاديمية الموسيقية “هانز آيسلر”، حيث يقيم منذ ذلك الحين في برلين موطنه الثاني.
شارك منذ عام ١٩٩٣، في الكثير من الحفلات الفردية والجماعية، وفي أوركسترا “الأمم” -وكان العربي الوحيد فيها- التي قدمت حفلات في أكثر من مئة دولة تحت قيادة أهم قادة الأوركسترا مثل ليونارد بيرنستاين، يوستوس فرانس، يهودي مينوهن، جورج سولتي وآخرين.
بدأ مشروعه الهام “الموسيقى العربية والعالم” عام ١٩٩٧، وهو مبادرة لتوثيق وأرشفة ونشر الأعمال المكتوبة من قبل المؤلفين العرب المعاصرين.
أصدر أولى أسطواناته “إيماء” عام 2001، وهي مؤلفات موسيقية للكمان والبيانو لسبعة مؤلفين من سوريا ولبنان ومصر والمغرب مع عازف البيانو السوري الألماني غزوان زركلي، وكانت الأسطوانة سبقاً عالمياً في هذا المجال.
شارك أشرف كاتب في تأسيس عدة مهرجانات موسيقية في سوريا مثل مهرجان “خريف حلب للموسيقى”. ونال عام ٢٠٠٩ الدرع الفضي لمدينة حلب لجهوده في تطوير الثقافة الموسيقية، ثم بعدها بعام وبتمويل من الصندوق الثقافي لمجلس مدينة حلب، أطلق أسطوانته الجديدة “ضيا السكري، موسيقي من حلب”، إذ قام بتسجيل الأعمال الكاملة لهذا الموسيقي بمرافقة ٢٢ عازف بيانو من ٢١ جنسية مختلفة. وللأسف تعرض القسم الأكبر من نسخ هذه الأسطوانة للتلف أثناء الأحداث الأخيرة في مدينة حلب، وفي 2018، وبمبادرة من مهرجان أبو ظبي للفنون والموسيقى، أعيدت طباعة ١٠٠٠ نسخة من هذه الأسطوانة.
مازال كاتب يقيم حفلات في الكثير من دول العالم. وشغل عام 2015 منصب المدير الموسيقي وأحد المؤلفين الموسيقيين لـ “إنتما-INTIMA”، وهو مزيج من الفن البصري والرقص والموسيقى (باليه معاصر) يتناول اكتشاف الذات والصراع والضياع والفقدان والحلول، ويتعرض لتاريخ سوريا الثقافي بدءاً من جلجامش إلى مأساة الحرب الحالية، وقدم العمل لأول مرة في مدينة سان فرانسيسكو.
أشرف كاتب متزوج من عازفة الكمان العالمية البروفسورة ناتاليا بريشيبينكو، وله منها طفلان.
اقرأ أيضاً: