عبدالرزاق حمدون *
في ليلة الملك رقم 10… فالفيردي يبرهن أنه على خطى غوارديولا على الرغم من اتهام البعض له بأنه قام بنشل كلمة متعة من أسلوب لعب برشلونة.
وآخرون لم يشفعوا له لأنه غيّر بمحرّمات الفريق الكتالوني وفكر يوهان كرويف المقدّس لطرق لعب تتناسب مع نظرته ولاعبيه، إلا أن إرنستو فالفيردي واجه كل هذه التهم بكل ثقة واقتدار وبرهن على أن في برشلونة هناك بند واحد ممنوع تنديسه وهو “ميسي” ولم يخرج عن مسار من سبقه من مدربين في الكامب نو.
في ليلة تهنئة جماهير الكامب نو لنجمها الأول ليونيل ميسي بقدوم مولوده الجديد، ردّ البرغوث الأرجنتيني كان ملائماً للصورة الكبيرة التي رفعتها له جماهير فريقه بمساهمته الأسطورية بتأهل الفريق للدور الربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا على حساب تشيلسي الإنجليزي بتسجيله لهدفين وصناعته للثالث، لتصدح أصوات الجماهير الكتالونية قائلةً: “حمى الله الملك”.
في مقابلة حديثة ل بيب غوارديولا تحدّث بها عن ميسي عندما كان مدرّباً له في برشلونة قائلاً: ” عندما يمرر اللاعبون الكرة لميسي كنتُ أنام مطمئناً لأنني أعلم أنه سيفعل أشياء جميلة”، كلام بيب غوارديولا فهمه تماماً مواطنه فالفيردي حيث ومنذ استلامه زمام الأمور في النادي الكتالوني فعّل دور ميسي بالشكل المطلوب وزاد من مهام نجمه الأول ليقدّم أحد أفضل مواسمه على الإطلاق.
لم يجد فالفيردي مناسبة أقوى من أمسية الأربعاء لكي يتوّج مجهود ميسي في هذا الموسم حيث لمس صاحب الرقم 10 الكرة في 71 مناسبة وصال وجال في معظم مناطق ملعب البلوز، سجّل في مناسبتين واحدة باليمنى والثانية باليسرى وصنع الثالث لديمبيلي، راوغ في ست مناسبات وسدد ثلاث مرّاتٍ على المرمى عدا عن تحقيقه لنسبة تمريرات صحيحة وصلت إلى 84% بالأضافة إلى نجاحه دفاعياً بقطعه الكرة مرتين من الخصم.
خلاصة تقييم نجم الأرجنتين كان مشابهاً لرقمه 10 من 10 بعدما فعل كل شيء في كرة القدم مما أجبر مدرب الفريق الخصم كونتي للذهاب له بعد المباراة ليقول له: “ معك لا يمكن فعل اي شيئ. اللعنة انت السيّد. من المؤسف أن نخرج من دوري الأبطال لكن أمامك الشيئ يكون اقل سوءاً. حظا سعيدا في المُستقبل”.
لم يغامر فالفيردي بالتضحية بنجم كتالونيا الأول بعد قدوم كل من كوتينيو وديمبيلي بل راهن على سرعة تأقلمهم مع أسلوب برشلونة في عهد ميسي، وأكد على ثناء غوارديولا لميسي ليخرج كل ما بجعته من موهبة إلهية في هذا الموسم ليقود فريقه متصدّراً لليغا وتأهل لنهائي كأس الملك ووصل للدور الربع النهائي من دوري أبطال أوروبا. ميسي في هذا الموسم تصدّر جميع الأرقام محلّياً في التهديف والصناعة والمراوغة وصناعة الفرص المحققة، وكل ذلك يعود للحرّية المطلقة التي كسبها من مدربه فالفيردي وكيف سخّر جميع اللاعبين لخدمته بالشكل المطلوب أبرزهم الظهير جوردي ألبا والمهاجم لويس سواريز.
لو عدنا لمباراة الأربعاء تحديداً في لقطة الهدف الثالث لبرشلونة والثاني لميسي في تلك الليلة، سنلاحظ إصرار البرغوث على التسجيل بالطريقة التي يحبّ بالرغم من تكتل دفاعات كونتي وهذا يعطينا انطباع على الراحة النفسية التي يشعر بها اللاعب مع الفريق في تواجد المدرّب فالفيردي لينهي اللوحة بفرحة أسطورية مع جماهير الكامب نو التي ذهبت مطمأنة على مستقبل فريقها هذا الموسم مع ملهمها الأول ليونيل ميسي تماماً مثل أيام بيب غوارديولا.
هناك حقائق كثيرة بُرهنت في مباراة الأربعاء أبرزها أن فالفيردي أول مدرب لم يخسرفي 8 مباريات بدوري الأبطال، وبأن برشلونة يستحق التواجد في ربع نهائي المسابقة الأمجد وأنه الفريق القادر على المنافسة بشكل كبير على اللقب، لكن الحقيقة الأقوى هي أن كل تلك الأمور تمّت لأن إرنستو آمن بقدرة ميسي على قيادة النادي.
عبدالرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا