شيرين عبد العزيز
خمسٌ وخمسونَ ساعةً
من الفراغِ
والمزاحِ الثّقيلِ
والخَجلِ..
خمسٌ وخمسونَ جيشًا
من الضّجرِ..
لا شيءَ يُذكّرني بشيءٍ
غيرَ الصّمتِ
لغةَ كلّ شيءْ..
* * *
من الياءِ إلى الميمِ
إلى الألفِ..
مرورًا بالباءِ والحاءِ..
هؤلاء هم نحن
مجرّدُ حروفٍ
تسقطُ من الأرحامِ
تسقطُ.. وتسقطُ
سقوطَ أسيرٍ من حبلِ مشنقةٍ
* * *
لقد وصلتُ…
/ لقد وصلتُ/
العبارةُ الّتي تضعُ الانتظارَ على الرُّفِّ
…
لا شيءَ يُخيفنِي … غَيري
في داخلي..
خمسٌ وخمسونَ زاوية للموت
لشيطاني..
خمسٌ وخمسون لسانًا وصورة
يخلط الرّمل بالسُّكَّر..
ويرقصُ..
يرقصُ لأخرجَ..
سأخرجُ
سأخرجُ لا لأتمشّى
على النّوافذِ والأرصفةِ
بل لأرقصَ
مع القصيدةِ ذات المفقودات الخمسِ
والخمسين..
لترتديَ أصابعي وتدورَ
حاملةً ثُقبًا في الجدارِ
وعودَ كبريتٍ من المنفى
أنا….
لا أؤمنُ بهم
لكنّي أعيشُ بينهم
بين حالاتِ الشكّ واليقين
بين الأنا واللاأنا….. وهُنا:
أبعثرُ بَقيَّتِي
ثم ألمّها في قلبِ المساء
أبعثِرُها … ثمّ ألمُّها
إلا أشلائي.. وبعضَ أشيائي
أبقى فقط ألمُّها.