أصدر الكاتب السوري إبراهيم الجبين -المقيم في مدينة دورتموند- كتابه “قيامة المشرق العربي” عن دار ومكتبة توتيل، اسطنبول – تركيا، الكتاب قراءة في تحويلات الخرائط الاستراتيجية والصراعات في المشرق العربي ومصائر الشعوب في زمن الربيع العربي، وجاء على غلاف الكتاب: ” هل يستيقظ الشرق أخيرًا على وعي جديد؟ كان ممتعًا مراقبة النمو البطيء للإجابات اللانهائية على هذا السؤال. هل ستجري مراجعة لكل ما تراكم فوق العقل العربي؟ وهل سيكون ممكنًا التعلّم من الماضي؟ وهل سيدرك العرب أخيرًا ضرورة خلق سياقهم الخاص، والعودة إلى التاريخ؟ لاشك أنها قيامة، نهضت فيها شعوب المشرق العربي، من ميتة طويلة، كانت قد تكدّست آناءها، فوق أجداثهم، طبقات من جهل وتخلّف وتطرّف وانحلال وفساد ورداءة، وعرّش على تلك القبور نبتٌ شيطاني صلب الخلايا، لما ترك له من زمن وحرية كي ينمو ويعيش ما شاء له الاستبداد. غير أن تلك الثورة لم تكن لتجد استجابة كافية، كما ظنت النخب، ولم تكن هذه النخب جديرة بخوضها بعد، كما ظنّت الشعوب. وحين اندلعت الانتفاضات العربية، اشتعل الشرق بالحياة. علت الأصوات والهتافات تطالب بالحياة الكريمة، لا أكثر. فسامها الحكام العذاب، وجلدوها بسياط لا ترحم، وكأنّ الانتفاضة والرفض فعلٌ حرام. “اللحظات الكثيفة” للثورات العربية كانت العتبة الجديدة، أمام اليائسين الذين نظروا إلى ما يحدث في تونس ومصر، فاستلهموا من شباب الميادين، وانتقلت إليهم روحٌ متوثبة عبر الحدود، فاشتعلت الثورة في المشرق. كان التدوين ضربًا من الجنون، أما رصد التحولات المتلاحقة والمتسارعة فقد بدا أشبه بوضع مجهر “صغير” لمراقبة حركة النجوم وبروج السماء. كان الخيار الثاني أن تعيش تلك اللحظات بدلاً من أن تكتب عنها. أن تكون شاهدها لا قاضيها. أن تكون في المسرح وليس بين المدرجات”.