في ردة فعل على منع تركيا زيارةَ نواب من البرلمان الألماني للجنود الألمان في قاعدة “إنجرليك” الجوية التركية، تدرس برلين سحب قواتها المتمركزة هناك.
وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر اليوم الاثنين إن الحكومة الألمانية لن تقبل مطلقًا بعدم تمكن نواب من البرلمان الألماني من زيارة قوات الجيش الألماني، وأضاف: “في ظل هذا الوضع يتعين علينا أن نفكر كيف ستسير الأمور”.
وانتقدت الخارجية الألمانية بشدة التحرك التركي واصفة الحظر الجديد الصادر عن أنقرة بأنه “أمر غير مقبول تمامًا”. ودعا الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في حكومة الائتلاف الكبير، إلى جانب حزب اليسار (معارضة) إلى سحب فوري للقوات الألمانية من القاعدة التركية. وصرح رئيس الكتلة النيابية عن الحزب الاجتماعي الديمقراطي لشؤون الدفاع، فولفغانغ هيمليش للوكالة الفرنسية أنه “الآن سيتم تطبيق استعدادات فعلية باتجاه سحب القوات” من تركيا.
يذكر أن من اللازم أن يوافق البرلمان الألماني (بوندستاغ) على كافة المهام الخارجية المسلحة التي يقوم بها الجيش الألماني بتكليف من الحكومة، لذلك تتمسك الحكومة الألمانية والبرلمان بحق نواب البرلمان في زيارة الجنود في تلك المهام.
كما تجدر الإشارة إلى أن الجيش الألماني يشارك في المهمة الدولية لمكافحة تنظيم “داعش” في سوريا والعراق بست طائرات استطلاع من طراز “تورنادو” وطائرة تزويد بالوقود انطلاقًا من قاعدة “إنجرليك”. ويوجد بالقاعدة نحو 260 جنديًّا ألمانيًّا.
وكانت تركيا رفضت العام الماضي زيارة نواب من البرلمان الألماني للجنود في قاعدة إنجرليك، وذلك في أعقاب تصويت البرلمان الألماني لصالح قرار يصنف الجرائم التي ارتكبت في حق الأرمن إبان الدولة العثمانية على أنها “إبادة جماعية”. وسمحت تركيا بعد ذلك للنواب بالزيارة.