إلقاء القبض على رجل دين أفغاني مسن بعد أن تزوج من فتاة في السادسة، وذلك في أحدث قضية تسلط الضوء على زواج الأطفال في البلاد التى مزقتها الحرب.
قال مسؤولون أن رجل دين أفغاني يدعى محمد كريم، يبلغ من العمر نحو 60 عامًا، اعتقل في ولاية غور الوسطى، لزواجه من طفلة في السادسة من عمرها، وقد زعم أن والدي الطفلة قدماها له كـ “أضحية دينية”.
في حين ادعت أسرة الفتاة، التي يعتقد أنها في حالة صدمة، أن ابنتهم اختطفت من مقاطعة هيرات الغربية على الحدود مع إيران.
وقال معصوم أنوري، رئيس قسم شؤون المرأة في الغور: الطفلة لا تتكلم، ولكن تكرر شيئًا واحدا فقط: “أنا خائفة من هذا الرجل”.
الفتاة حاليًا في ملجأ للنساء في الغور، حيث سيستلمها والداها، بحسب مكتب الحاكم المحلي. ومازال العجوز كريم في السجن ريثما تنتهي التحقيقات.
ويأتي هذا الاعتقال بعد أيامٍ فقط من إحراق فتاة حامل عمرها 14 عامًا حتى الموت في غور، في قضية أثارت صدمة في أفغانستان.
وقالت عائلة الفتاة “زهراء”، أن ابنتهم تعرضت للتعذيب الشديد وأضرمت فيها النار من قبل عائلة زوجها. ولكن أقارب زوج الفتاة أصروا على أن الفتاة أقدمت على الانتحار و”قدمت نفسها قربانًا”.
الحوادث تؤكد ارتفاع حوادث زواج الأطفال في أفغانستان
وتقول سيما سمر، رئيسة لجنة حقوق الإنسان الأفغانية المستقلة “في بعض المناطق تقوم العائلات بتزويج بناتها في سنٍ مبكرة جدًا، للتخلص منهن بسبب الفقر وانعدام الأمن”.
القانون المدني الأفغاني يحدد السن القانونية للزواج بـ 16 سنة للإناث، ومع ذلك فإن 15 في المئة من النساء الأفغانيات قد زوّجن قبل عيد ميلادهن الـ 15، وحوالي 50 في المئة زوّجن قبل بلوغهنّ الـ 18 سنة، وذلك بحسب منظمة إنقاذ الطفولة.
والكثير من الأطفال الذين يزوجون في سن مبكرة، يحرمون من حقهم في التعليم والأمان والقدرة على اتخاذ القرارات حول مستقبلهم. وهو ما يشكل خرقًا جوهريًا للحقوق الأساسية للطفل”.
وتأتي هذه القضية بعدما تعرضت امرأة شابة لـ “الرجم” حتى الموت في غور في تشرين الثاني\نوفمبر بعد اتهامها بالزنا.
وفي آذار\مارس من العام الماضي، قام الغوغاء بضرب امرأة اسمها فرخنده بوحشية قبل أن يشعلوا النيران في جسدها، في وسط كابول بعد أن اتهموها زورًا بحرق القرآن.
أثار قتل الغوغاء لفرخنده احتجاجات غاضبة عمت البلاد، ولفتت انتباه العالم إلى العنف المرَضي والمستشري الذي تتعرض له المرأة الأفغانية.
هذا الموضوع مترجم عن The Telegraph للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا