حصلت الفلسطينية “حنان حروب” على جائزة أفضل معلم في العالم وقيمتها مليون دولار بعد تخطيها عدة مراحل من التصفيات التي تضم مئات المعلمين حول العالم، وهذه الجائزة تمنحها مؤسسة (فاركي) البريطانية، ومؤسسها ساني فاركي يعد من أبرز المستثمرين عالميًا في مجال التربية والتعليم، وكان فاركي قد وضح في بيان عن أمله أن تلهم تجربة (حروب) في التعليم، الأشخاصَ الذين يتطلعون للانضمام لمهنة التعليم، وأن يكون فوزها إضاءة على العمل الرائع الذي يقوم به المدرسون في الأراضي الفلسطينية وحول العالم.
وكان قد ترشح لهذه الجائزة في دورتها الثانية ثمانية آلاف معلم حول العالم، ليتقلص العدد لاحقا لخمسين ثم إلى عشرة معلمين في الجولة الأخيرة للتنافس على الجائزة التي حازت عليها حروب بعد أن نجحت تجربتها في تجاوز كل المرشحين.
وأما عن لماذا منحت حنان حروب هذه الجائزة، فكان ذلك إشادة بتجربتها المهمّة في مجال الحد من العنف بالتعليم واللعب، ذلك أنها حاولت من خلال منهج تربوي طورته بنفسها، الحد من العنف، وتخليص طلابها من آثاره عبر اللعب، خصوصا وأن الأطفال في الأراضي الفلسطينية يتعرضون يوميا لمشاهد العنف من خلال أحداث القتل والاعتداءات داخل مدنهم وأحيائهم، وقد ألفت كتاب “نلعب ونتعلم” الذي يتضمن ألعابا تعليمية وتربوية تساعد الأطفال على تجاوز الصدمات والتحديات من خلال اللعب، ليلقى لاحقًا قبولاً من بعض زملائها الذين استعانوا بمنهجيتها لتحقيق هذا الهدف المهم: الحد من العنف باللعب، فهي لا تعمل كمعلمة فقط إنما تضطر للعمل كمرشدة تربوية وأخصائية نفسية تحاول تخليص الطلاب من السلوكيات العنيفة التي يتبنونها في جو عام من العنف في فلسطين.
ويذكر أن حروب ولدت في مخيم الدهشية في بيت لحم وعاشت طفولة صعبة، ولكنها لاحقا استطاعت متابعة تحصيلها العلمي، وهي خريجة جامعة القدس المفتوحة، وتدرّس في مدرسة بنات سميحة خليل بمحافظة رام الله والبيرة.
وقد تسلمت الحروب جائزتها في حفل كبير أقيم في دبي بحضور شخصيات سياسية وعلمية مهمة من العالم، وقد ألقت كلمة تحدثت فيها عن الصعوبات التي تواجه المعلمين في فلسطين، حيث يدرسون في ظروف مليئة بالعنف متأملة أن يكون هذا العام عام المعلمين الفلسطينيين وعام التعليم المضاد للعنف.
وقد لاقى فوزها أصداءً ايجابية دوليًا ومحليًا، صرح بها العديد من الشخصيات الهامة، وكذلك لاقى هذا الإنجاز ترحيبًا في الأوساط الفلسطينية التي حضرت تتويج حروب عبر شاشة نصبتها وزارة التربية في إحدى الساحات العامة في فلسطين، كما تم الاحتفاء بها من قبل هذه الوزارة والتي من المفارقة قد واجهت اعتصامات كبيرة من قبل المعلمين الفلسطينيين المعترضين على ظروفهم المهنية السيئة.
وكانت الحروب قد ذكرت لاحقا أنها ستستخدم هذه الجائزة المالية في أعمال خيرية في مجال التربية والتعليم، لتتابع الحروب مسيرتها وإصرارها لمساعدة طلبتها الفلسطينيين.