أليس مفرّج – برلين
قامت منظمة الحائزات على جائزة نوبل للسلام، بحملة بعنوان “افتحوا الحدود” والتي تقوم بها ثلاثة من الفائزات، وهن الأمريكية “جودي ويليامز”، واليمنية “توكل كرمان”، والإيرانية “شيرين عبادي” وعدد من الشخصيات القيادية في مجال حقوق الإنسان لدعم اللاجئين السوريين، يدعون إلى رد متعقل على الهجمات التي تعرضت لها مدينة باريس في 13 نوفمبر، ويوجهون الدعوة إلى المستشارة الألمانية السيدة أنغيلا ميركل، وغيرها من الزعماء الأوروبيين لعدم التخلي عن آلاف اللاجئين واللاجئات الذين يواصلون السير رغم كل المخاطر إلى القارة الأوروبية، وتضمنت أنشطتها زيارة دول البلقان وألمانيا، بالإضافة إلى منظمات دولية ضمت “دونا مكاي” من منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان و”مادلين ريس” من عصبة النساء الدولية من أجل السلام والحرية، والدكتورة السورية “رلى هلام” من منظمة يدًا بيد سوريا والتي كان لها حضورها المهم بينهن لشرح الحقيقة وما يحصل في سوريا، و”جيوفانا نيغريتي” من لجنة خدمة الأصدقاء، و”لينا أغ” من منظمة كفينا تيل كفينا، في برلين لمقابلة عدد من المسؤولين في الحكومة الألمانية.
أسباب تدفق اللاجئين السوريين
ودعيت اللاجئات السوريات اللواتي ينشطن في العمل المدني والسياسي، واللواتي استقرين في ألمانيا وخارجها، وهن: “فدوى محمود، خوله دنيا، جمانة سيف، بليكان مراد، لينا وفائي، منى أسعد، أليس مفرج، وجدان ناصيف” للتنسيق معهنّ بهذا الإطار، فشاركن في المؤتمر الصحفي لسيدات نوبل، وتضمّن اللقاء الجانبي نقاشًا موسعًا حول الوضع السياسي السوري المعقد بسبب التدخلات الإقليمية والدولية، التي حولت سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات والصراع من أجل المصالح، والذي سبّب استمرار الموت الذي يستهدف المدنيين، والوضع الإنساني الكارثي الذي يعانيه الشعب السوري بسب قمع النظام الأمني للحراك السلمي الشعبي الذي تبنى المشروع الديمقراطي في التغيير الجذري، مما أدى لاعتقال وتغييب الآلاف من النشطاء في المعتقلات الأمنية، والإيغال بالحل العسكري عن طريق القصف الجوي، والتضييق الأمني، والحصار، والتجويع، الذي دفع لعسكرة الثورة وأسلمتها، كما تضمّن النقاش قضية صناعة التطرف، وتمدد “الدولة الإسلامية” الإرهابيّة التي أرعبت العالم بتهديداتها بوصولها لأوروبا، وأشارت النساء إلى أن كل المعطيات السابقة سببت هذا التدفق من اللجوء للهاربين من الموت والاعتقال.
مقاومة الاستبداد والتطرف
وقد أكدّت النساء على “ضرورة الحل السياسيّ حسب مرجعية بيان جنييف1 ودعمه لإنهاء المأساة السورية، وضرورة تكاتف القوى السياسية والمجتمع المدني، وبناء السلام ودعم مشاركة المرأة السورية بكل العملية الانتقالية السياسية، وصولاً لطاولة المفاوضات، لضمان حقوقها السياسية والمدنية، وحمايتها من الانتهاكات اللاإنسانية التي تطالها، وهذا لن يتم إلا بنصرة الشعوب لقضية السوريين العادلة، وتوافق المجتمع الدولي الذي استقال من هذه المقتلة، وما نقوم به هو الضغط والمناصرة واستمرار العمل في سوريا وخارجها لمقاومة استبداد النظام والتطرف الديني الممثل بالإرهاب”، ودعت النساءُ المنظمةَ وشركاءها لدعمهنّ في حملة السلام والديمقراطية التي تقوم بها مبادرة “سوريات من أجل السلام والديمقراطية” في سوريا وخارجها، والآليات التي يجب العمل عليها من أجل اللاجئين واللاجئات السوريين.
زيارات ومشاهدات
وتقول الفائزة بجائزة نوبل “جودي ويليامز”: “لقد قمنا بزيارة كلّ من صربيا وكرواتيا وسلوفينيا لتقييم آثار أزمة اللاجئين على النساء اللاجئات من سوريا، وتقديم الدعم للمنظمات الإنسانية والمجموعات التي تعمل بقيادة أشخاص مدنيين، والتي استجابت لحاجاتهن وحاجاتهم العاجلة والملحة”، وأشارت التقارير التي صدرت من حكومات تلك المناطق إلى ازدياد عدد الأطفال والنساء الذين يسيرون على الطرق التي يسلكها اللاجئون عبر الدول الأوروبية، والملفت أيضًا وجود عدد كبير من الحوامل، كذلك العديد من العوائل التي تعاني الإرهاق والصدمات النفسية.
وتقول الحائزة على نوبل “توكل كرمان”: الأشخاص الذين رأيناهم هذا الأسبوع هاربون من القصف الجوي، وانعدام الأمن، لذلك نسعى لوصولهم، على الأقل سيجدون الأمان هنا في أوروبا، وإن 70% من مجموع اللاجئين الذين يتابعون السير عبر دول البلقان هم من سوريا حيث أدت الحرب إلى قتل واعتقال وتشريد أعداد هائلة من المدنيين”.
ويدعو الوفد الذي تقوده الفائزات بجائزة نوبل للسلام إلى الوقف الفوري لجميع أعمال القصف الجوي، ووضع خطة متكاملة للسلام بحيث تشمل المجتمع المدني، وتعطي الأولوية لحماية المدنيين، كما يطالب الوفد القادة الأوربيين بالتركيز على إيجاد ممرات قانونية للوصول إلى أوروبا، من أجل التقليل من خطر تعرض اللاجئين واللاجئات لاستغلال المهربين والغرق في البحر، بالإضافة إلى تقليل فرص جني المكاسب المادية على حسابهم.
*أليس مفرج: سياسية ونسوية سورية.