in ,

إحصاءات مرعبة في القرن الواحد والعشرين، عن ظواهر العنف ضد المرأة

إيهاب بدوي. 

تعرّف الأمم المتحدة العنف ضد المرأة بأنه السلوك المُمارس ضد المرأة والمدفوع بالعصبيّة الجنسية، مما يؤدّي إلى معاناة وأذى يلحق المرأة في الجوانب الجسديّة والنفسيّة والجنسيّة. ويُعدّ التهديد بأي شكل من الأشكال، والحرمان والحد من حرية المرأة في حياتها الخاصة أو العامة من ممارسات العنف ضد المرأة.

وأن العنف ضد المرأة هو انتهاك واضح وصريح لحقوق الإنسان، إذ يمنعها من التمتع بحقوقها الكاملة، وله عواقب خطيرة لا تقتصر على المرأة فقط، بل تؤثر في المجتمع بأكمله، لما يترتب عليه من آثار اجتماعيّة واقتصاديّة خطيرة. ومن الجدير بالذكر أنّ العنف ضدّ المرأة لا يَعرف ثقافة أو ديانة أو بلداً أو طبقة اجتماعيّة بعَينِها، بل هو ظاهرة عامة.

 العُنف كوسيلة

يُتخذ العنف كوسيلة لإخضاع المرأة لتحقيق أغراض فردية أو جماعية شخصية أو رسمية، والواقع يُشير إلى تعرض كثرة من النساء لصنوف محددة من العنف، بسبب هويتهُنَّ الجنسية أو بسبب أصلهن العرقي والطائفي، أو مستواهُنَّ الثقافي والاقتصادي، أو انتمائهنَّ الفكري والسياسي. وخلال الحروب والصراعات المسلحة كثيراً ما يُستخدم العنف ضد المرأة باعتباره سلاحاً في الحرب، بهدف تجريد المرأة من آدميتها، واضطهاد الطائفة أو الطبقة أو الدولة التي تنتمي إليها. أما النّساء اللاتي ينـزحن عن ديارهن فراراً من العنف أو الصراع، أو يرحلن بحثاً عن أمانٍ وحياةٍ أفضل، فكثيراً ما يجدن أنفسهن عرضة لخطر الاعتداء، أو الاستغلال بلا أدنى رحمة أو حماية.

مظاهر العُنف

تتمحور مظاهر العنف ضد المرأة مادياً ومعنوياً (العنف الجسدي والنفسي والجنسي)، فمن المظاهر المادية للعنف: الضرب والحرق والقتل والاغتصاب والحرمان من الحق المالي أو المصلحي، ومن المظاهر المعنوية للعنف: نفي الأمن والطمأنينة، والحط من الكرامة والاعتبار، والإقصاء عن الدور والوظيفة والإخلال بالتوازن والتكافؤ. وتُستخدم كافة الوسائل المتاحة لتحقيق ذلك، من الشتم والإهانة والتحقير والإساءة والحرمان والتهديد والتسلّط والإيذاء والتصفية الجسدية.

أنماط العنف

Photo by Craig Whitehead

العنف الجسدي: يُعدّ العنف الجسدي من أكثر أنواع العنف انتشاراً ضد المرأة، وعادةً ما يتسبّب به زوجها أو أحد أفراد عائلتها من الذكور، ويشمل هذا النوع من العنف أيّ أذى جسدي يَلحق بالمرأة، سواء كان اعتداء بالضرب أو باستخدام آلة، وتترتب على العنف الجسدي مخاطر صحيّة ونفسية كبيرة للضحية، وقد يتسبّب في بعض الأحيان بوفاتها نتيجة القوة المُفرِطة، والضرب المُبرِح الذي تعرّضت له. كما يشمل العنف الجسدي جرائم الشرف، التي تُرتَكَب بحق المرأة في حال التشكيك بعفّتها من قِبَل أحد أفراد أُسرتها الذكور.

العنف الأُسري: والناجم عن التوظيف السّيء للقوة تجاه الأضعف داخل كيان الأسرة، وهو أكثر أنماط العنف شيوعاً، وغالباً ما يكون ضحاياه من النساء والأطفال داخل الأسرة، وتشير الـ UN في بلدان كثيرة من العالم أنَّ الكثير من  النساء قد تعرضن للضرب من قبل الزوج، و منهن من  تعرضن للدفع والركل والإيقاع، و للصفع و للضرب بعصا أو حزام، و هوجمن بأداة حادة من قبل أزواجهن، وبيَّنت أنهن تعرضن للعنف النفسي و تعرضن للإهانة والسباب واللغة البذيئة، وتسميتهن بأسماء مهينة من قبل أزواجهن، ويصل الأمر إلى حد الأزمة، والتي تتطلّب علاجاً جسدياً أو نفسياً كما قالت عينة واسعة من النساء.

العنف الجنسي: يأخذ هذا العنف أشكالاً عديدة منها التحرش الجنسي أو أي تهديد جنسي، أو أي علاقة تُفرض بالإكراه، أو الاغتصاب.

العنف الاجتماعي والاقتصادي: والناجم عن النظرة القاصرة للمرأة كوجود ودور ووظيفة. إنَّ التعصب لبعض الأفكار والطروحات والعادات والتقاليد، التي تحط من قيمة المرأة أدّى لتعرض المرأة لأشكال من القهر والاضطهاد، فتارة تتعرض للعنف في مجال عملها من قبل الرئيس أو الزملاء في العمل، كالإهانة والتحقير وتقليل الأجر أو مصادرته في بعض الأحيان، وتارة يتم طردها من العمل، إن لم يتم استغلال أنوثتها، و منع المرأة من الحصول على استقلاليتها الاقتصادية، وإبقائها كتابِع لأحد أفراد أُسرتها. ويشمل هذا النوع من العنف حرمان المرأة من التعليم والعمل والتدريب، مما يؤهلها لدخول سوق العمل، وحصر مجال عملها داخل المنزل فقط، مما فيه انتهاك لحق المرأة بالعمل والحد من حريتها في اختيار عمل ما تُحب.

العنف السياسي: الناجم عن تلازم النظرة الدونية للمرأة كإنسانة، مع حرمانها من مكانتها الوطنية ضمن الدولة الحديثة، ويتمثّل باعتبارها كائناً لا يستحق المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية، لذا فإنَّ سلب حرية المرأة في التعبير عن رأيها السياسي، وعدم السماح لها بالمشاركة في صنع القرار، ومنعها من حق التصويت والتصدي لمناصب في الدولة يُعتبر من أهم مظاهر العنف السياسي.

إحصاءات مرعبة

أعلنت الوكالات والمنظمات العالمية عن تكثيف جهودها البحثية والإحصائية للتوصل إلى أرقام دقيقة حول ظاهرة العنف ضد المرأة، ومن أبرز الإحصاءات التي توصلت إليها كل من منظمة الصحة العالمية، وكلية الطب وطب المناطق المدارية في لندن، ومجلس البحوث الطبية في جنوب أفريقيا:

أكثر من 35% من نساء العالم تعرضنّ للعنف الجسدي أو الجنسي على يد أحد الأقرباء لهنّ، من شريك حميم أو غيره من الأشخاص.

تعرضت 30% من نساء العالم للعنف الجسدي على يد شريكهن في العلاقة.

38% من جرائم قتل نساء في العالم كانت على يد الرجال الذين كانت تربطهنّ بهم علاقة.

تعرضت 7% من نساء العالم للاعتداء الجنسي من قِبَل شخص لا تربطهن به علاقة.

وصلت احتمالية ولادة النساء اللواتي تعرّضن للعنف الجسدي لأطفال ذوي وزن ناقص لـ 16%، بينما وصل احتمال إصابتهن بالاكتئاب إلى الضعف.

إيهاب بدوي. رئيس تجمع الشباب السوري

 

اقرأ أيضاً

ذنبه مغفور.. فلا تخربي بيتك بيدك

الرجل الشرقي والعنف ضد النساء من المنظور الأوروبي

العنف كمفهوم… هل أنا ضحية دون أن أعلم؟

كاريكاتير العدد 29: “كيماوي سوريا” المدى المفتوح إلى السماء، بريشة الفنانة سارة قائد

اللاجئون وسوق العمل الألماني: أنظمة تدريب مهني من قبل الشركات الصغيرة