سعاد عباس. رئيسة التحرير
قبل سنواتٍ خمس، وبالتزامن مع لجوء مئات آلاف السوريات والسوريين إلى أوروبا، وبخاصّة ألمانيا، هرباً من الموت السوري، صدر العدد الأول من جريدة أبواب، سعياً لأن تكون صوتاً لهم وبلغتهم، يطلعهم على ما يدعم تأسيس حياتهم الجديدة، في ما يُفترض أن يصبح وطنهم البديل ولو بعد حين. كما حاولت أبواب أن تكون جسراً بين القادمين الجدد والمجتمع الألماني، حيث خُصِّصت عدّة صفحات للنشر باللغة الألمانية.
على مرِّ الأعوام، استمرّت أبواب بفضل جهدٍ تطوّعي في معظمه، بذله من شاركنَ وشاركوا فيها. ومع الوقت تطورت الجريدة بنسختها الورقية وموقعها الإلكتروني، فتعمقت مواضيعها وتنوّعت، وتضاعف عدد كتّابها وكاتباتها، وضمّ فريقها الدائم مزيجاً من ذوي الخبرة الإعلامية والكفاءة الأكاديمية، إضافة إلى صحفيين/ات جدد.
المرجع في اختيار الملفات شهريّاً هو ما يحتاجه اللاجئون والمهاجرون أنفسهم، ويعبّرون عنه في نقاشاتهم، وكذلك التساؤلات والاقتراحات التي تصل إلى بريد الجريدة.
في طرحها لمواضيع قانونية أو إجرائية، لم تكتفِ جريدة أبواب وموقعها الإلكتروني بدور المترجم الناقل للمعلومات، بل تناولت تجارب الحياة اليومية التي يمر بها أغلب القادمين الجدد، لتوضيح كيفية التعامل معها في ضوء القوانين والأنظمة الألمانية. كما تابعت وغطّت المبادرات التي تخدم اللاجئين والمهاجرين، ودعمت الأصوات الجديدة التي تبحث عن منبر تعبر من خلاله عن أفكارهم وتجاربهم.
المصداقية في تقديم المعلومة، والاستقلالية والابتعاد عن أساليب “الصحافة الصفراء”، كانت دومًاً محدّدات أساسية لسياسة التحرير، والانحياز إلى الحرية التي لا تتجزأ (فكرية، سياسية، جنسية، ودينية)، هو خيار أبواب الدائم، والذي انعكس في تناولها مواضيع جدليّة خلافية وجريئة، منها مفاهيم ومسائل لم تكن مألوفة أو مطروحة للنقاش المفتوح سابقاً في أوساط اللاجئين السوريين وغيرهم، كالمثلية الجنسية، إنجاب الأطفال خارج إطار الزواج، التبني، التحرش وغيرها.
على هذا النحو، لم يقتصر دور أبواب على الاهتمام بالمسائل التي تهمّ متابعيها من تفاصيل عملية وخدمية تعترض حياتهم اليومية في ألمانيا، وإنما استطاعت من خلال مواضيعها وملفّاتها المتنوّعة أن تساهم في تعزيز مبدأ الحوار واحترام الاختلاف في قضايا تهمّ الرأي العام خارج الدوائر النخبوية، وهو من الإنجازات التي تفخر أبواب بها.
ونحن نضيء شمعة أبواب الخامسة، ندرك أنّ السبب الأساس في نجاح أي وسيلة إعلامية هو كسب احترام وثقة المتابعين، وهذا مانحرص على استمراره، فكلّ عام وأنتم بخير.
اقرأ/ي أيضاً:
افتتاحية العدد 49: عام جديد وحياة جديدة
افتتاحية العدد 44: احتفاء بالنجاح
افتتاحية العدد 52: نصفُ عامٍ مزدحم!