سعد محفوظ
يقول مواطنٌ تونسيٌّ: “تعرف تحكي سوري؟” ويقصد بذلك: “هل تجيد الفرنسيّة؟” ويقول: “باش نشري سوريّة” أو “نحب نلبس سوريّة” ويقصد شراء أو ارتداء القميص الّذي يأخذ طابع الزيّ الرّسميّ.
تقول الحكاية إنّ المُستعمرين الفرنسيّين في تونس، كانوا قد اضطرّوا للاستعانة بكادر معلّمين سوريّين للغة الفرنسيّة، في الوقت الّذي أرادت فيه فرنسا تعليم اللغة الفرنسيّة لفئات عديدة من الشّعب التّونسيّ، داخل المدارس والمراكز التّعليميّة وشبه التّعليميّة الّتي أنشأها الفرنسيّون آنذاك.
كان هؤلاء المعلّمون السّوريّون، يرتدون قمصانًا رسميّة، كالّتي كان يرتديها الإنكليز والفرنسيّون وغيرهم، والّتي لم تكن مألوفةً في تونس، كما في باقي البلدان العربيّة.
لذلك، سمّى التونسيّون، وقتها، اللغة الأجنبيّة الوافدة إليهم، بالسّوريّة، وأصبح الفرنسيُّ (وربّما الأجنبيُّ) يُسمّى سوريّا، والقميص الّذي يرتديه: سوريّة.
*فلسطيني، طالب مسرح في تونس