الخضر شودار
في جسد امرأة ..
من فرط ما كان جدي الأول
الذي لا أعرفه
يحلم بأن يكون بحاراً
وُلدتُ على ساحل المتوسط
في جسد إمرأةٍ أوّلاً
كانت تكبرني بعشرين عاماً
و لأن جدها الأول
الذي لا تعرفه هي أيضاً
كان يفرطُ في الحلم
وُلِدَتْ في جسد رجل
يصغرها بعشرين عاماً
فالقارب المخلع الذي
تركه قراصنة
قرب جزائر مهملة
هو الآن عربة
يهرب فيها أطفال
الغيم إلى أمهاتهم
هكذا أرادني جدي الأول
قارباً
والثاني
عربة
***
هذا الصباح
هذا الصباح ليس أنيقاً تماماً
و مع ذلك
فقد مسحت المائدة من الضيوف
و كلام البارحة
لم ألتفت كما هي عادتي
إلى صور السّلالة على الحائط
منذ أن دفنتُ وجوهاً في الأعياد
دوري غريب يحط على عتبتي
ربما لجرعة أو جرعتين
من الرحمة
لولا إناء الطين القديم
الذي تركته جدّتي بشفاهه المثلمة
انكفأ على الأرض
وهرّ قاعه من كبر السّن
وبالرغم من فن العناية
تناثرت جدتي كفضيحة
على الأرض
وكان علي أن أجمع عظامها
و أعيدها إلى الهشاشة
ثانية
***
تلك الطراوة ..
ثلاث مرات
و من شدة الربكة
أخطأت أمامك في إسم
شقائق النعمان
ثلاث مرات
كنتِ تتهجين لي الإسم
صريحاً في كتب الفلولوجيا
“هي جراح الحبيب .. يا أدوناي “
ثلاث مرات
حاولت جهدي
لكن وفي تلك البلبلة
خرجت من فمي
زهرة صبار فاحشة
لأن القسوة لم تكن أبداً
في الحجر الصلد
و لكنها تلك الطراوة
في القلوب
***
التي لم أعترف لها أبداً بالحب
تلك المرأة
التي لم أعترف لها أبدا بالحب
هي مجرد رائحة
تختبئ في الرسائل و البطاقات
كثير من المدن احترق في ما بيننا
لم أعد أذكر الأسباب
ولا الوقت والشجر والمجازات
كلما ذهبتُ لأراها في عاصمة
قالت بأنها تحب رجلاً آخر
أكثر من مدينة
تقع الآن على جسدي
ولا مكان لي أذهب إليه
صرت أنا
المكان
حيث يبكي رجال كثيرون
تلك المرأة
التي لم أعترف لها أبداً
بالحب
***
اقرأ أيضاً للخضر شودار:
حين يرنّ الهواء حولك من القسوة
صداقة العالم
اقرأ أيضاً: