شيرين عبد العزيز
لا غرامةَ على البدءِ
من نُقطةِ النِّهايةِ
فحتّى البداياتُ
لا بدايةَ لها
لا تخلِّفُ..
سوى الدُّخانِ
وتناوُلُها أشبهُ
بتناولِ ورقةٍ من نباتٍ مُخدِّرٍ
لا يُطلِقُ سوى الأوهام..
….
لا غرابةَ في الشَّتمِ
إنْ كانَ الفاعلُ:
شاعرًا
أو.. إلهًا شاعرًا
فالتُّرابُ لا يخلِّف سوى التُّراب
ولا مقدَّسَ سوى البحرِ..
منبعُ الهواجسِ والخفايا..
أمّا الحنينُ المُغلّفُ بالموتِ
والشواطئُ المغمورةُ
بأعقابِ السجائر:
مقاعِدُها خاليةٌ
إلّا في قصائدِ الحروبِ
ففي الحروبِ تكثُرُ الأمطارُ
….
ولِتعلَمَ أنّكَ لستَ الوحيدَ
يكفي أنْ تنظُرَ حولكَ
ورقةُ شجرةٍ تَكفيكَ
لتُذكّركَ بوجودكَ
انسَ الحُطام..
وبقايا الذكرياتْ
انسَ ملامحَ الوقتِ
والتّاريخ…
لوّحْ بقبَّعَتِكَ عاريًا..
مُستَهزئًا بعيونِ المراقبين
فتحليقُكَ أنتَ
لا يحتاجُ توقيعَ موافقةِ أَحَدْ..
وإن وُجِدَ إلهٌ يُسيّرُكَ
تبرّأ إذن من كلّ الآلهة
كُنْ حرًّا بما يكفي
لتُعلِنَ كُرهكَ للجميع
وكنْ ساطعًا بما يكفي
لتبدأَ من حيث تنتهي
لتُدركَ أنّه
لا فرقَ بين بدايةٍ ونهاية
إنْ لم تَكُنْ أنتَ
بطلَ قصّتكَ القَصيرة.