د. سعاد تميم الجندي
استحم السيد ج ثم لبس وتعطر، نظر لنفسه في المرآة، أعجبه ما رأى. قال لزوجته: سأخرج الآن، هل تريدون شيئاً؟ أجابته زوجته سلامتك روحي. إلى اللقاء.. قال.
ركب السيارة، صدح صوت المذياع، قالت المذيعة: أعزائي المستمعين، والآن مع أحوال الطقس في عاصمة بلدنا الحبيب، تستمر درجات الحرارة بالانخفاض ويكون الطقس غائماً مع فرصةٍ لهطول الأمطار، وننبه الأخوة المواطنين أن السماء ستمطر نساءً لذلك يرجى توخي الحذر.
قال لنفسه جنت المذيعة مثلما اندفع البلد للجنون، هطلت على يساره امرأة، سمراء شابة نحيلة جذابة أوقف السيارة ودعاها لركوب السيارة وافقت بلمح البصر.
سألها عن اسمها قالت ميا، حالما نطقت اسمها امتعض كله، صوتها بشع جداً، يصدر من الأنف أو البطن، قال لها أشعر بالتوعك سأذهب للمشفى، قالت أوكي فتحت الباب، نزلت.
هطلت دفعة جديدة من النساء، لفتت نظره امرأة في الأربعينات حمراء الشعر ريانة الجسد لها غمازات رائعة على خديها، لوح بيده وهي أيضاً لوحت له، دعاها فاستجابت، صعدت وجلست قربه، عندما تحدثا لاحظ أن عينيها مليئتان بالصديد، في الزوايا الداخلية للعينين، صديدٌ أبيض مقرف، ادعى أن السيارة معطلة ويجب أن يأخذها للتصليح الآن، نزلت فوراً.
………..
قبل أن ينعطف على اليمين نحو مكتبه، استقرت امرأةٌ على الأرض قد هطلت للتو وكأنها توأم مارلين مونرو، يا الله كم تعجبه الشقراوات، جميلة نحيلة الخصر، باستدارات متوضعة في الأماكن الصحيحة من جسدها نزل وفتح لها باب السيارة، لم يصدق حظه الجميل كان يبتسم لنفسه ولها وهي تبادله الابتسام بشفتيها الحمراوين المكتنزتين كاشفةً عن أسنان لؤلؤية، انبعثت منها رائحة جميلة كادت تدوخه رائحة صابون ونظافة وشهوة، مد يده ليخرج باكيت الدخان من جيب السيارة قربها فوقعت أنظاره على أصابع قدميها، كان الإصبع الكبير في كل قدم له ثلاثة أو أربعة أضعاف الأصابع الكبيرة لقدم امرأة عادية، شعر بالغثيان وابتدأ العرق البارد يغطي جبينه، ترجاها أن تنزل من السيارة لأنه تذكر موعداً مهماً فنزلت.
استدار بالسيارة وقادها راجعاً للبيت، دخل وقال لزوجته المستغربة أنه يشعر بتوعك، اذهب وارتح قليلاً حبيبي، قالت له.
فتحت المذياع صدح صوت المذيع قائلاً، الطقس غداً غائم مع فرصة لهطول الأمطار بحيث تمطر السماء رجالاً، قالت لنفسها، السماء تمطر رجالاً؟ ما هذا الدجل؟ يكذبون حتى بالطقس.. أرجو أن لا تكون الأمطار قوية حتى لا تلغى زيارتنا لڤيلا صديقتنا، وأكملت طبختها.
د. سعاد تميم الجندي. كاتبة سورية مقيمة في بلغاريا
اقرأ/ي أيضاً:
قصة قصيرة: السيدة ج والمطر الرجالي