د. مازن أكثم سليمان. شاعر وناقد سوري
تقشير القُبْلة من النَّدم
لن أختصرَ طريق الوردة
أحبُّ أن أنعطفَ كثيراً
وأن أتسلَّقَ المنحدرات
وأن أركلَ نفْسي من نفْسي
مرتمياً كالحشرة المدهوشة
في التّويج الفائض بالرّحيق.
على السّلالم الصّاعدة إلى القُبلة
كُلّ بضع درجات
أنا غيري.
أودُّ أن أكون _الآنَ_ ذلكَ الغريب الذي فقدَ ذاكرتَهُ
مَنْ كان ذات يوم جمركيّاً بائساً
وكُلّ ما تبقّى لديه
كروز دخّان مغشوش
وسنونوة من القشّ
يُهديها للممرّضة الجميلة
التي تبرّعتْ للعناية به.
أودُّ أن أعودَ يوماً ما
إلى ذلكَ الحيّ الغربيّ
على شاطئ مدينة حزينة
كي أسألَ الجيران بيتاً بيتاً
عن تلكَ العاشقة
التي لطالما كانت تسقي جوريّة في الشّرفة
وترمي لي بتلَةً من شفتيها
كلَّما مررتُ مترنّحاً في الشّارع.
أتمنّى أنْ يكون البحر ما يزالُ يتمشّى على حبل غسيل نهديكِ
شبيهاً بي، وأنا أُمضي العمر بالمخاطر
أتوازنُ قليلاً، وأسيرُ قليلاً
وحينما أسقطُ
يُقبّلني الألمُ
نيابةً عنكِ.
/في القُبلة فقط
في القُبلة
الحِيرةُ نردُ القلب/
لن أُكافئَ الحنينَ
إلاّ بما يكفي
لدفع مُحافَظَة إلى الضّوء
وما يكفي لإعادة كوكب
إلى المقهى
وتقشير القُبْلة من النَّدم
ثمَّ التقاطها بعد قذفها في الهواء
من دون أن تغيبَ بعيداً
أو تهوي..!!
لا تنهضُ بدايات الشّغف
إلاّ من بدايات القُبَل
حيث تُزالُ الواحدةُ منها عن المسافات
كما تُزالُ طوابعُ البريد عن الأحلام الأثيرة
فلا نعرفُ مُرسلَها.
مواد أخرى للشاعر:
شعر للدكتور مازن أكثم سليمان: مُعادِلٌ غنائيٌّ للحرارة
شعر للدكتور مازن أكثم سليمان: تغافُل