صدرت رواية جديدة للروائي العراقي نوزت شمدين حملت عنوان شظايا فيروز عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.
تتحدث شظايا فيروز عن شاب عربي مسلم يدعى(مراد) من قرى غرب جبل سنجار (غرب نينوى شمال العراق) يقع في حب فتاة أيزيدية كردية (فيروز) من قرى شرق الجبل. وبسبب حاجزي الدين واللغة يكتفي مراد بمراقبتها في المكان الذي تبيع فيه البصل على جانب طريق قريب من قريته( أم نهود)، في حين تُبقي هي
حدود التجاهل فاصلاً بينهما بسبب تعاليم الدين التي تحرم أي علاقة بين (إيزيدية ومسلم) ويستمران على هذا الحال لأكثر من سنة يقود خلالها مراد حملة في قريته والقرى المجاورة لإعادة أهلها الى ما كانوا عليه من علاقات أخوية مع الإيزيديين في القرى والمجمعات القريبة.
متحديًا بذلك تشدد أخيه غير الشقيق(وضاح) المنتمي للدولة الإسلامية. والوضع القائم في نينوى بنحو عام قبلها بسنوات حيث صراع دموي بين قوى الأمن من جيش وشرطة، وفصائل دينية مسلحة حولت الموصل والبلدات المحيطة بها الى ساحة حرب شوارع لم تهدأ قط.
وفي مطلع شهر آب\أغسطس 2014، يهاجم تنظيم(داعش) قضاء سنجار بما فيها من بلدات وقرى، ويرتكب عناصره مجازر بحق الرجال الإيزيديين هناك، ويختطفون النساء كسبايا ومن بينهن(فيروز) ويقتادونهن الى مناطق نفوذهم. عندما يكتشف مراد ذلك، لا يجد أمامه غير الخروج من الحياد الذي كان فيه، ويعلن مبايعته للتنظيم لكي يستطيع البحث عن فيروز وتحريرها وإعادتها الى حياتها.
يسير النص في مسارين: الأول تسرد فيه فيروز تفاصيل أسرها مع شقيقتيها وعمتها، وأماكن تنقلهن في البلدات قبل ان يصلن الى مدينة الموصل. والثاني يسرد فيه راو عليم رحلة مراد المحفوفة بالمخاطر، واستظهار خبايا التنظيم، من النواحي الإدارية والعسكرية والتشريعية، والتغييرات الجوهرية التي أحدثها في جميع المستويات داخل مدينة الموصل التي صارت عاصمة للخلافة، فضلاً عن وصف للدمار الذي حل بمرافقها التاريخية والعمرانية.
تظهر بين المسارين شخصية إشكالية (الحاج بومة)، قضى خمسًا وستين سنة من عمره يسجل أسماء الموتى في سجلات اكتظت بها إحدى غرف منزله، يسميها (المقبرة)، عاصر الأنظمة العراقية المتعاقبة من الملكية مرورًا بفترة البعث والاحتلال الأمريكي للعراق وما تلاها من سطوة التنظيمات المسلحة وصولاً الى دولة الخلافة، حبه وارتباطه بالموصل منعاه من مغادرتها. وكان لقبه يتغير بتغير الأنظمة الحاكمة( بومة، الرفيق بومة، الحاج بومة). شارك مراد في رحلة بحثه عن فيروز مؤمنًا بالظلم والتعدي الكبيرين اللذين وقعا على الأيزيدية، وتعدى ذلك بوضع خطة لتحرير السبايا بنحو عام.
صدر لـ نوزت شمدين قبل شظايا فيروز، التي جاءت في 288 صفحة من القطع المتوسط، روايتان هما: (نصف قمر) عن دار الشؤون الثقافية العامة بغداد2002، وطبعة ثانية عن منشورات مومنت في لندن 2015.
و (سقوط سرداب) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت 2015، وترجمت الى الكردية والانكليزية والألمانية.
كما أصدر اول كتاب معارض لحكم تنظيم داعش الارهابي للموصل، ووزع داخلها قبل نهاية 2014، وصدر له أيضًا عن مؤسسة الايكورن في النرويج كتاب (قصة ناج
من الموصل) باللغة الانكليزية ووزع في أوربا، وكذلك كتاب (الموصل في بكين) وزع في الموصل 2012.