عبد الكريم الأحمد
مستلقياً في الهواء على ظهر الرياح
أبحث عن وجه للحقيقة بكل تفاصيلها
لا أرى حقيقة لهذا الكون
خرطوم الماء يرقص في الهواء على كتف النهر
ثم يسقط على وجهه
مثل منجم خسر رهانه في ليلة عيد الميلاد
أسراب الطيور غادرت أعشاش الذاكرة
البحر يسبح من دون مائه
الغيوم حبلى بالذكريات
لكنها لا تنجب المطر
رسائل عقيمة عن اللقاء
هربت من حقيبة ساعي البريد
تبحث عن أرواح أسيرة بين خيوط الانتظار
لتتلو عليها آيات اللقاء
الجنود ينتظرون الحرب القادمة
ويحفرون لها القصائد
الأحياء يسجلون اسماءهم
في نعوات شهداء الثورة
لا حقيقة هنا إلا لطيف
فتاة تتجول داخل شوارع ذاكرتي
كانت تذهب معي إلى السينما
تركب البحر معي دون أن تخشى الغرق
تسرق ابتسامة الصباح من جحيم الحرب
شاركتني هتافات الثورة المسلوبة
ترقص معي داخل نطاق الحلم
على إيقاع موسيقى الثورة المهزومة بكل تفاصيلها
تصعد معي إلى فوهة البندقية
ترافقني الى المصير المجهول
تقف معي تحت مطر أيلول دون مظلة
دائما تسبقني إلى الموت
والأهم من كل ذلك
لم تقول لي يومآ أريد العودة إلى البيت