Make it German
يمكنك كطالب في أغلب الجامعات الألمانية أن ترى كثيراً من الطلاب خارج نطاق دوامهم الجامعي يساعدون في معاهد الجامعة وكليّاتها ومختبراتها في البحوث العلميَّة، أو في تصحيح الامتحانات أو يشاركون في عمليَّة التدريس من خلال التمارين التي يديرها طلاب. لكن كيف؟ ولماذا؟
ويعتبر ذلك جزءاً من وظيفتهم كمساعد علمي في الجامعة. فما هي مهام ومسؤوليات المساعد العلمي؟ وكيف يعود ذلك بالنفع على الطالب؟ كيف يمكنني أن أعمل كمساعد في الجامعة؟ كل ما يتعلّق بهذا الموضوع ستتعرف عليه في مقالتنا هذه.
ما معنى Hiwi ؟
المصطلح Hiwi يستخدم بشكل عام كاختصار لكلمة „Hilfswissenschaftler“أي مساعد علمي وينطوي تحته ثلاث فئات من الأعمال الطلابيَّة التي توصف جميعها كمرادف لكلمة Hiwi:
studentische Hilfskraft
wissenschaftliche Hilfskraft
studentische Beschäftigung
الطالب المساعد „studentische Hilfskraft“ هو بشكل عام المساعد العلمي الذي لا يملك أي شهادة جامعيَّة.
بينما العالم المساعد „wissenschaftliche Hilfskraft“ هو المساعد العلمي الذي يمتلك على الأقل مؤهلاً جامعياً واحداً.
ورغم أن وظائفهما قد تكون متشابهة، إلّا أن المساعد العلمي الحاصل على مؤهل جامعي يتقاضى عادةً راتباً أعلى بقليل من المساعد الطلابي الذي لا يملك أي شهادات جامعيَّة.
أما العمل طلابي „studentische Beschäftigung“فهو وصف يطلق على الطالب الذي يعمل في الجامعة بمهام لا تتعلّق بالبحث العلمي كالمهام التنظيميَّة أو التقنيَّة أو المكتبات.
إن كنت تودّ أن تعمل في الجامعة كـ Hiwi فعليك التفكير إن كنت مهتماً بجمع الخبرات بالبحث العلمي والعمل في مجال الأبحاث العلميَّة أم إن كنت مهتماً بشكل أكبر بالجانب المادي فقط وتريد العمل في الجامعة كعمل طلابي.
إطار المهام كـ Hiwi
يلعب المساعدون العلميّون في الجامعة دوراً هاماً جداً في سير العمليَّة التعليميَّة والبحثيَّة في الجامعات، ونطاق مهامهم واسع ومسؤولياتهم متنوعة.
المساعد العلمي يمكنه مثلاً أن يشرف على ندوات „Tutorium“ يشرح فيها للطلاب كيفية حل المسائل، أو يقوم بتصحيح الامتحانات، أو تصحيح الأبحاث العلميَّة لغويّاً وتدقيقها قبل نشرها. وقد يشارك في الأعمال المكتبيَّة التقليديَّة كنسخ المستندات وتنظيمها، أو تحديث الصفحة الإلكترونيَّة للمعهد الجامعي، أو المساهمة بالأبحاث العلميَّة وغيرها.
أغلب مهام المساعد العلمي مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالتخصّص الذي يدرسه خاصةً إذا كانت مهمته هي المساعدة في الأبحاث العلميَّة، حيث يرى المساعد العلمي في هذه الحالة تطبيقات العلم النظري كما يُمهِّد لنفسه طريق البحث العلمي ويوسع مجال معرفته فيه.
العائد المادي ومدة العقد وعدد ساعات العمل كـ Hiwi
يختلف الراتب كمساعد علمي قليلاً من ولاية لأخرى ومن جامعة لأخرى، فلا يوجد نظام دفع موحّد. كما يرتبط الراتب بالمؤهلات الأكاديميَّة للطالب.
وبشكل عام يكون العقد لفترات غير طويلة (بين شهرين وستة أشهر وأحياناً يصل لمدة سنة) وبعدد ساعات يصل كحد أقصى إلى 20 ساعة أسبوعياً. إنَّ حقيقة كون عقد العمل محدداً لفترة غير طويلة يشكل أمراً سلبياً بالنسبة للطالب الذي يعتمد بشكل كامل على العمل للعيش. كما أنه لا يعلم بشكل قاطع إن كان سيحصل على عمل بعد انتهاء العقد أم لا.
عادةً يتم الإعلان عن عدد ساعات العمل ومدة العقد في الإعلان الوظيفي أو يُتفق عليهم عند المقابلة.
سلبيات وإيجابيات العمل كـ Hiwi
الإيجابيات:
- التواصل مع العاملين في الجامعة والأساتذة الجامعيين مما يعود بالنفع على الطالب لاحقاً خلال مسيرته الدراسيَّة.
- التعرف على طبيعة البحث العلمي وجمع الخبرات العمليَّة من خلال المشاركة الفعّالة في الأبحاث وتطبيق المعلومات النظريَّة عملياً.
- الكثير من المعاهد تعفي طلابها من العمل أثناء فترة الامتحانات وتبدي تفهّماً أكبر عندما يكون الطالب مشغولاً بشكل كبير بدراسته الجامعيَّة.
- كون مكان العمل في الجامعة فإن الطريق إلى مكان العمل عادةً ما يكون قصيراً، فيمكن القيام بالأعمال المطلوبة حتى في الساعات المتاحة بين المحاضرات.
- عملك كمساعد علميّ في الجامعة يدلّ على انخراطك الكامل في مجال دراستك واستعدادك للقيام بأكثر مما تطلبه الجامعة منك، فتبيان عملك كمساعد علمي في سيرتك الذاتيَّة قد يكون سبباً لدعوتك لمقابلة عمل مستقبلاً بعد التخرج دون غيرك.
السلبيات:
- عادةً ما يكون العمل كمساعد علمي مرتبطاً ببعض ساعات العمل الإضافيَّة التي تكون أيضاً غير مدفوعة. ولكن يجب التمييز بين ساعات العمل الإضافيَّة الناتجة عن الكثير من العمل المطلوب خلال مدة قصيرة، وساعات العمل الإضافيَّة التي يقوم بها الطلاب طوعاً. بشكل عام تعزز ساعات العمل الإضافيَّة عند المساعدين العلميين وخاصة في مجالات البحوث حبّ الطلاب للعمل الذي يقومون به، لأنّهم يجمعون خلاله الكثير من الخبرات لأنفسهم.
- سوء التخطيط، فكما ذكرنا سابقاً عادةً ما يكون عقد العمل كمساعد علمي محدّداً لبضعة أشهر وفي أحسن الأحوال لمدة سنة، مما قد يُسبب مشكلة للطلاب الذين يعتمدون في دخلهم على هذا العمل. فهم لا يعرفون إن كان عقدهم سيتم تمديده أم لا.
العثور على العمل والتقديم
في بعض الحالات يمكنك تلفت نظر الأستاذ الجامعي خلال المحاضرات بسبب مشاركتك الفعّالة أو أدائك المتميز في الامتحان. عندها قد يعرض عليك الأستاذ الوظيفة كمساعد علمي. ولكن من الأفضل بذل الجهد للعثور على العمل وعدم الانتظار.
لكن أين وكيف يمكنني البدء بالبحث؟
يمكن البدء بالبحث على لوحة المعلومات „schwarzes Brett“ الخاصة بالمعاهد العلميَّة أو الكليات، وفي المواقع الإلكترونيَّة للمعاهد.
ينصح -قبل تكبُّد عناء إنشاء ملفات التقديم وكتابة رسالة دوافع وإرسالها- الاتصال بالشخص المسؤول عن الوظيفة وإبداء الاهتمام بالوظيفة ثمَّ السؤال إن كان المنصب ما يزال شاغراً؛ لأن الكثير من الإعلانات لا تُزال فوراً بعد شَغل مكان العمل.
تُبيَّن شروط التقديم وإطار المهام وعدد ساعات العمل ومدة العقد غالباً في الإعلان نفسه، أو يمكن سؤال المسؤول عنها.
التقدُّم إلى العمل كمساعد علمي
عند التقدّم ينصح بكتابة رسالة دوافع قصيرة يُوضَّح فيها بدايةً كيف عرفت بوجود الشاغر، ومن ثمَّ تُبدي الرغبة للعمل. في حال تمَّ التواصل بشكل شخصي مع المعهد أو الشخص المسؤول فينصح بذكر هذا التواصل أيضاً في بداية الرسالة. بعد ذلك يتم التعريف عن النفس بشكل مقتضب جداً بذكر التخصص والفصل الدراسي الحالي. أما المعلومات الأخرى كالاسم وغيره فيمكن أن تُعرَف من خلال السيرة الذاتيَّة ولا داع لذكرها في الرسالة لعدم أهميتها المباشرة وللحفاظ على الرسالة قصيرة.
بعد ذلك توضح الدافع الذي يجعلك متحمّساً للعمل عندهم والمؤهّلات التي تجعلك مناسباً لشغل المنصب. في هذا الصدد يُنصح بالبدء بذِكر النقاط ذات الأهميَّة والتأثير الأكبر. ويمكن أيضاً ذكر أسماء المواد الدراسيَّة التي أنهيتها والمتعلقة بشكل مباشر بالوظيفة بالإضافة لأسماء الأساتذة الجامعيين الذين قاموا بإعطائها.
من المهم أن يُدرك المُتَقدم للعمل كمساعد علمي أنّه لا يجب أن يكون كاملاً 100٪ ويمكن أن يذكر نقطة الضعف أو قلّة الخبرة في مجال معيّن في الرسالة مع التأكيد على الجاهزيَّة لتعلم الجديد.
يُنصَح بمحاولة جعل رسالة الدوافع موجزة قدر الإمكان وفي نفس الوقت فرديَّة؛ بحيث تكون خاصة بك تحديداً وبالوظيفة المراد التقديم لها والابتعاد نهائياً عن النسخ واللصق. كما يُنصح بإرفاق السيرة الذاتيَّة وكشف العلامات والشهادات الأكاديميَّة إن وجدت مع الرسالة.
بدأت مؤخراً بدراسة البكالوريوس ولا أملك أي شهادات أكاديميَّة. هل لدي فرصة للحصول على عمل كمساعد علمي؟
يمكن القول إن الفرص قد تكون أضعف في الفصول الدراسية الأولى في مرحلة البكالوريوس وتزيد ابتداءً من الفصل الدراسي الرابع أو أكثر.
هذا لا يعني أن فرصك معدومة. حصلت على أول عمل لي في الجامعة كمدرّس عندما كنت في الفصل الدراسي الثالث في مرحلة البكالوريوس وإحدى صديقاتي حصلت على عمل كمساعدة في الأبحاث خلال الفصل الدراسي الثاني بفضل أدائها المتميز. رغم ذلك يمكننا القول إن فرصك في الفصول الدراسيَّة المتقدمّة تكون أقوى.
أن تعمل كمساعد علمي أمر مجدٍ
من يريد أن يعمل كمساعد علمي يمكنه أن يكون واثقاً أنّه يخطو خطوةً واسعةً نحو الأمام سواء بالنسبة لدراسته الجامعيَّة أو لمسيرته المهنيَّة المستقبليَّة. أثناء عملك في الجامعة ستكتسب العديد من الخبرات العلميَّة والعمليَّة من خلال الربط بين العلم النظري والعملي، ثم ستطوّر علاقاتك الاجتماعيَّة وتوسّع دائرة معارفك. عَدَا عن أنّك ستجني بعض النقود التي ستساعدك لتمويل دراستك.
خاص أبواب