عبد الرزاق حمدون*
خلافات داخل غرفة ملابس مانشستر يونايتد ، الأمور أصبحت خارج السيطرة، الجو مشحون ولا أحد يستطيع أن يتفوّه بكلمة داخل الغرفة، كلام هنا وهناك لا يدل على الاستقرار إطلاقاً وبيئة غير مناسبة للاستمرارية بين المدرب ولاعبيه.
لم تعد مشاكل مانشستر يونايتد مخفية على أحد، فكل الأطراف ساهمت بتوتر المشهد وفضح ما يحدث خلف الكواليس. كأنما مورينيو استفاد من تجاربه السابقة بعدم الكتمان ومواجهة مشاكله أمام الكاميرات، وكثرة الانقلابات عليه سابقاً شجعت لاعبي اليونايتد للتمرد عليه مجدداً، لتكون نتائج الفريق السلبية دليل قاطع على أنه لا يوجد هناك حفلة في الأولد ترافورد.
أسطورتي اليونايتد “سكولز- فيرديناند” اجتمعا على رأي واحد، وهو خروج مورينيو بأسرع وقت ممكن، لتزداد وتيرة الأخبار التي تتحدث عن إقالة قريبة للمدرب البرتغالي، وإمكانية تعويضه بمدرب الريال السابق الفرنسي زيدان.
صور زيدان في لندن والأخبار عن تلقّيه لدروس اللغة الانكليزية، كل هذا يبقى في خانة الإشاعات لكنها مؤشرات على اقتراب بطل البرنابيو السابق وصاحب الكلمة الأولى في قلعة مدريد البيضاء، كما أنه صاحب الشخصية القوية القادرة على ضبط النفوس داخل الفريق، فتجربته مع ريال مدريد شاهدة على ذلك، وكيف استطاع السيطرة على دكّة تملك “رونالدو- راموس- كروس” ونجوم كثُر وسخرّها لخدمة الفريق والشعار. تعامله الخاص مع البرتغالي كريستيانو رونالدو يعطينا فكرة عن خبرته في حل الأزمات النفسية وحتى الشخصية، وهناك في انكلترا فإن شياطين مانشستر الحمر بحاجة لمن يروضها.
ريال مدريد يشبه مانشستر يونايتد في تواجد النجوم الشابة والتي بحاجة لتفعيل صحيح. زيدان الذي فعّل “أسينسيو وفاسكيز ومايورال وناتشو” لن يصعب عليه تحويل سلبية “مارسيال- راشفورد- لينغارد” لقوّة إيجابية. إضافة لذلك فإن طريقة لعب الدوري الإنكليزي تتماشى مع أسلوب زيدان مع ريال مدريد، من حيث القوّة البدنية والمرتدات والعرضيات، لذا لن يكون من الصعب عليه التأقلم في البريميرليغ.
نجاح زيدان المبهر مع ريال مدريد جعله عرضة للانتقاد على أنه استفاد من جيل الريال الذهبي، وبأنه كان محظوظاً في الأوقات الحاسمة خاصة في دوري أبطال أوروبا، لذلك فإن البحث عن تجربة ثانية بعيدة عن أسوار البرنابيو هو أكثر ما يسعى له زيزو الآن، ومسرح الأحلام أفضل بيئة لتواجد الأساطير سواء في الملعب أو على الدكّة.
هي علاقة طردية تتناسب مع واقع الطرفين، زيدان الباحث عن مجد جديد لإثبات ذاته، واليونايتد الذي يسعى لتحقيق الاستقرار، فهل سنرى هذه الثنائية قريباً؟
*عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا