د. هبة النايف. طبيبة أطفال سورية مقيمة في ألمانيا
تقلق العديد من الأمهات عند الاضطرار للسفر برفقة أطفالهن، لاسيما مع الرضع أو حديثي الولادة، وهو أمرٌ مفهوم جداً. سيما أن الفترة الأولى من قدوم المولود هي صعبة أصلاً.
من ناحية أخرى، قد يغيب عن بال بعض الأمهات مقدار الضرر الذي قد يصيب الأطفال الرضع عند السفر بالطائرة، أو على النقيض من ذلك قد يبالغن في مخاوفهن ويتوقعن الأسوأ، مما يزيد من توترهن وقلقهن.
وفي هذا السياق، نشير إلى أن بعض شركات الطيران تشترط ألا يقل عمر الرضيع المسافر على طائراتها عن حد معين. كما ينصح معظم أطباء الأطفال بعدم سفر الرضيع قبل مضي أسبوعين على ولادته، لكي يتمكن من التأقلم مع البيئة الجديدة، وكذلك لتجنب إلحاق الضرر بتنفسه أو بأذنه، حيث يمكن أن تتأذى طبلة الأذن كنتيجة لتغيير الضغط الجوي، لاسيما أن الأوعية الدموية في دماغ الرضيع تكون هشة تجاه الضغط الجوي الناتج عن الارتفاع. بالإضافة إلى إمكانيَّة اكتشاف بعض الأمراض أو العيوب الخلقيَّة ما بعد الولادة، والتي تستوجب التعامل معها بحرص.
فيما يلي مجموعة من النصائح النابعة من تجربتي الشخصية والتي يمكنها جعل السفر مريح قدر الإمكان لكم ولأطفالكم:
- أولاً والأهم أن لا ننسى أخذ حليب للطفل الرضيع (معظم شركات الطيران لا تعترض على إدخال الحليب السائل إلى الطائرة)، وطعام خفيف للطفل الأكبر مثل فواكه مقطعة توضع بعلبة حافظة، أو بسكويت، لأن الطفل إذا جاع لا يستطيع أن يصبر على الجوع مثلنا لفترات طويلة.
- إحضار ماء للطفل فوق 6 أشهر، حيث يجب إعطاء الطفل سوائل خلال السفر كيلا يصاب بالإمساك.
- خافض حرارة ومسكن للطفل وتحميلة غليسرين لحالات الإمساك المحتملة.
- إحضار بدل ثياب مريح للطفل حتى يستطيع تحمل مشقة السفر.
- إحضار محارم معطّرة ومُعقِّمة لتعقيم اليدين والأسطح حول الطفل باستمرار.
- تسالي للطفل: إذا كان تحت عمر السنتين يستحسن أخذ كتاب أطفال ألوانه مشوقة وصوره كبيرة أو لعبة تصدر موسيقى.
- التحدث مع الطفل باستمرار مهما كان عمره، ومحاولة الشرح له عن تفاصيل الرحلة والمكان المقصود وأسباب الزيارة، ومعاملته وكأنه بالغ لتحفيز التفكير وتنمية اللغة والعقل والوعي بالزمان والمكان.
- إذا بكى الطفل رغم كل وسائل تهدئته وبعد تلبية حاجاته، فهو شيء طبيعي قد يكون من الخوف من مكان جديد ومن حركة الطائرة وكثرة الغرباء، فيجب أن نتفهم الطفل ونحاول التكلّم معه وطمأنته وحضنه وعدم الاكتراث بنظرات الآخرين.
- لابد من الصرامة إذا تصرّف الطفل تصرف خاطئ أثناء الرحّلة أزعج به الآخرين، أو كان فيه أذى على نفسه، كأن يرفض حزام الأمان أو يركض في الطائرة وغيره.. في هذه الحالة يجب تنبيه الطفل وإظهار الغضب له وأن نشرح له آداب السفر والتعامل مع الآخرين. فالسفر وسيلة جيدة للتربية على الأخلاق والالتزام بالقوانين.
اقرأ/ي أيضاً:
تأخر النطق عند أطفال المهاجرين.. مسؤولية العائلة!
معلومات عامة حول كريب الأطفال الشتوي والسعال ومضادات الالتهاب
