عبد الرزاق حمدون
لم يتوقّع أشد المتشائمين بمستوى ريال مدريد، أن يظهر الفريق بهذا الأداء أمام الغريم برشلونة في كلاسيكو الكامب نو، بل ظنّ الجميع أن الكلاسيكو هو الموعد المنتظر لنسيان كل ما سبق من معطيات.
هي ليست المرّة الأولى التي يتعرّض بها ريال مدريد لخسارة هذا الموسم، لكنها الأقسى والأكثر مشاهدة، أو بالمعنى الحقيقي كانت خسارة مناسبة لكشف الكثير من الفضائح، التي حاول الجميع في ريال مدريد التستّر عليها، لكن مع هدف برشلونة الثالث بات كل شيء واضحاً. مُخرج الكلاسيكو كان أكثر جرأة بتكراره للقطة وجه الرئيس فلورنتينو بيريز ، وكأنه أراد توجيه رسالة لجمهور الريال بأن كل ما يحدث للفريق هو من صنيعة هذا الرجل.
حال ريال مدريد في الملعب لا يخفى على أحد، لكن ما خفي كان أعظم، استقالة زيدان و انتقال رونالدو دفعة واحدة أي خروج أبطال المشهد في المواسم السابقة والأكثر تأثيراً على الفريق، ليأتي كل من لوبيتيجي “المرحلة الثانية من خطّة بيريز” ومعه حقبة اللاعبين الإسبان في الفريق “المرحلة الثالثة من الخطّة”. أما المرحلة الأولى فكانت مرسومة منذ أكثر من موسم؛ غياب تام عن أسواق الانتقالات وعدم الاتفاق مع لاعبين من الطراز الرفيع، سببه بناء الملعب الجديد الذي سيجعل بيريز رئيسياً تاريخياً للنادي.
شح في الصفقات وتواضع في الأداء كان مختبئاً خلف الانتصارات التي تسكت الجميع، حتى ريال زيدان الذي حقق ألقاب دوري الأبطال كان مليئاً بالعيوب دون ردّة فعل قوية من الإدارة، ليكون خروج زيدان ورونالدو أفضل وسيلة لاستمرار بيريز بخطّته، التي جلبت العار لنادٍ لم يذُق طعمه من قبل.
لن أتحدث عن التكتيك ولا عن أمور قد أنتقد بها المدرب لوبيتيجي، ربما الرجل لديه الكثير من الأفكار لكنه لم يلقَ العون من لاعبيه أو حلف اللاعبين الذي انتشر في غرفة الملابس. كما أن العمل على جعل الفريق إسبانياً ولّد حالة من عدم الاستقرار، وهذا واضح من خلال طلب مودريتش الذهاب للإنتر، واستجابة كروس لإشاعات انتقاله لليونايتد، إضافة لرغبة مارسيلو في اللحاق برونالدو إلى يوفنتوس.
إذاً هي مشاكل تراكمية، كان ضحيتها شعار النادي الأكبر في أوروبا، وسمعة مدرب اسمه جوليان لوبيتيجي، ضحى بمستقبله المهني ليكون جزءاً من خطّة الرئيس بيريز.
*عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا