حاورتها: رؤيا أبازيد. صحفية سورية مقيمة في ألمانيا
إيصال الكلمة والتعبير عنها لا تقاس بعمر معين أو زمان ومكان، هي دائماً انعكاس لما نمر به، باختلاف القوالب التي توضع فيها وباختلاف اللغات، وربما الظروف التي تصنع قصص النجاح خصوصاً السورية منها في المجتمعات الغريبة.
تمكن الكثيرون من إثبات تفوقهم في المجتمع الألماني والانخراط فيه خلال فترة قصيرة، ومن بين هذه القصص قصة نجاح للروائية “سلاف كافي” التي حملت في زوايا ذاكرتها من “سوريا إلى ألمانيا” قصصاً واقعية عن قضايا إنسانية مثقلة بالهموم والمعاناة، لتفكك رموزها على الأوراق وهي لم تتجاوز الأربعة عشر عاماً عند تأليفها آنذاك.
تمكنت سلاف من اللغة الألمانية بفترة وجيزة، وألّفت روايتها باللغة الألمانية مستهدفةً بها المجتمع المضيف، للدفاع عن اللاجئين السوريين، بعد ارتفاع الأصوات المنادية ضدهم إثر ازدياد وتيرة اللجوء إلى أوروبا.
التقت صحيفة “أبواب” بـ “سلاف كافي”، التي تحدثت بدورها عن الرواية فقالت: بدأت كتابة روايتي بعد ثلاث سنوات من وصولي إلى ألمانيا، واستغرقت في كتابتها حوالي عشرة أشهر، وبعدها بعامٍ تقريباً قمت بنشرها.
وتابعت سلاف: “بدأت الكتابة في الوقت الذي كان فيه الهجوم كبيراً من قبل العنصريين الألمان على اللاجئين السوريين، بسبب قدومهم إلى أوروبا بأعداد كبيرة سنة 2015، وكانت غايتي هي أن أجعلهم يغيرون معاملتهم السيئة مع أشخاص هم في أمس الحاجة إلى المساعدة.. في روايتي”Zwei Sekunden” تحدثتُ عن عائلةٍ أجبرتها الظروف على ترك وطنها لتبحث عن حياة أفضل في مكان آخر، ولكنها صادفت صعوبات كثيرة في رحلتها تلك”.
بالتأكيد واجهت سلاف صعوبات أثناء الكتابة أهمها إتقان اللغة، فهي مفتاح التواصل مع هذا المجتمع، لكها أيضاً تلقت الدعم المعنوي من عائلتها ومن أصدقائها في المدرسة ومدرسها “Phillip Unsinn” الذي قام بقراءة الرواية والمساعدة في تصحيحها وتنظيم حفلة توقيع الكتاب. مما كان له دور كبير بنجاح الرواية.
حين غادرت سوريا كانت سلاف كافي ماتزال في العاشرة: “لم أكن أعي تماماً ما يجري من أحداثٍ سياسية، ولكني كنت أشعر أن شيئاً غير مألوف يحدث، الآن عندما كبرت قليلاً أصبحت أدرك حقيقة ما جرى”.
وعن حلمها تقول سلاف: ”كان حلمي أن أكتب شيئاً يحمل اسمي واسم بلدي سوريا، وقد تحقق لي ذلك في سن الرابعة عشرة حين نشرت روايتي، كانت تجربتي الأولى وتم تسليط الضوء عليها من قبل بعض الصحف الألمانية وبعض المنتديات الثقافية، علماً أنه ليست لدي أي تجربة سابقة للكتابة وخاصةً باللغة العربية، التي لا أجيد الكتابة بها، ولكن ربما في المستقبل”.
وتضيف: “إنه لشعور رائع أن تجد ردود فعل إيجابية جداً من قبل الألمان، فقد كنت استمتع جداً حين أسمع مديحهم واهتمامهم في كل مكان، إن هدفي من الكتابة جعل الناس تتأنى في حكمها على الآخر، وأن ترك الوطن ليس بالأمر السهل، وأمنيتي الوحيدة في نهاية هذا العام هي أن يعود السلام لسوريا ولجميع دول العالم”.
وعن الرواية الجديدة تقول: “لقد انتهيت للتو من تأليف روايتي الثانية، وربما ستحمل اسم “Rabenschwarze Zeiten” و هذه المرة عدت في قصتي إلى وطني لأجعل القارئ الألماني يتعرف على ثقافتنا وعادات مجتمعنا”.
خاص أبواب
اقرأ/ي أيضاً:
سيدات سوريات ينجحن في إقامة وإدارة مشاريعهنّ في ألمانيا.. “بيت ستي”
سيدات سوريات ينجحن في إقامة وإدارة مشاريعهنّ في ألمانيا.. “أرابيسك كافيه”