عبد الرزاق حمدون*
خجله أمام عدسات الكاميرا يعبّر عن صغر سنّه، وارتباكه ببعض الأحيان على أرضية الميدان ليس إلا تعبيراً عن انزعاجه من شيءٍ ما مثل طفلٍ تمنع عنه ما يحبّه، هذه قصّة عثمان ديمبيلي مع برشلونة.
روح ديمبيلي المرحة خارج الملعب توحي بأنه يحتاج للكثير من الوقت كي ينضج، لكنه في الحقيقة لا يحتاج لأكثر من 90 دقيقة لكي يبعثر كل تلك الاتهامات الموجهة إليه، فهو يستطيع تحمل العبء لو أعطيته المساحة التي يريد وتقديم الراحة المناسبة في أدواره داخل المستطيل الأخضر.
في مباراة السوبر الإسباني ترجم ديمبيلي كل ذلك الكلام وقدّم واحداً من أقوى عروضه مع برشلونة. استحق لقب أفضل لاعب في المباراة مناصفةً مع الحارس الألماني تير شتيغن. لم يكن تسجيله للهدف في الدقائق القاتلة هو من نصبه نجماً في ملعب ابن بطوطة، بل تفوّقه في لحظات كثيرة من اللقاء.
أرقام سوبر في يوم السوبر
إن خطّة 4-3-3 بتواجد الشاب الفرنسي وحيداً في الجهة اليسرى من الملعب، أعطت كافة الراحة والمساحة التي يطلبها لاعب بموهبة ديمبيلي عدا عن الدقائق الكاملة التي لعبها، فقد لمس الكرة بـ 64 مناسبة كأكثر مرّة يصل لهذا الرقم مع برشلونة، حقق نسبة دقة تمرير 90%، قام بصناعة 3 فرص محققة لزملائه، راوغ ثلاث مرّات متفوقاً على ميسي „2“، قام بتسديدتين على المرمى بدقة 100% وسجلّ منهما هدف الفوز بطريقة رائعة.
مزحة قاتلة
منذ انتقال ديمبيلي إلى برشلونة انتشر فيديو قديم له عندما كان لاعباً في الدوري الفرنسي، سأله الصحفي فيه بأي قدم أنت تسدد، فكانت إجابة ديمبيلي “بكلتا القدمين ” مضحكة للجماهير لأنها كانت استجابة لكلام الصحفي. في الواقع ما قاله الشاب لم يكن مزاحاً، بل تأكيداً لموهبته في التحكم بالكرة بكلتا قدميه بنفس الدقة. في علم الأرقام وخلال مسيرته الدولية ومع أنديته، سجّل ديمبيلي 12 هدفاً بقدمه اليسرى وصنع 17، أما بقدمه اليمنى فقد سجّل 16 وصنع مثلهم، أرقام تدلنا على أنّه قادر على اللعب على الجهتين وبنفس درجة الخطورة.
ربما يكون ديمبيلي صغير في السن ولا يقنع بعض المدربين وإدارات الأندية، لكن لو أُعطيت له المساحة والتوقيت المناسبين سيتحوّل إلى سلاح قاتل وعلى فالفيردي معرفة تفعيله في برشلونة.
*عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا