عبد الرزاق حمدون*
في كرة القدم عندما يكون حارس المرمى هو نجم المباراة، فهو دلالة على أن رفاقه قدّموا واحدة من أسوأ مبارياتهم إن لم تكن الأسوأ، كلام ينطبق تماماً على ظهور فريق برشلونة في لقائه الأخير أمام مستضيفه أتلتيك بلباو والذي انتهى بالتعادل 0-0، ولولا الحارس “تير شتيغن” لكان برشلونة في خبر كان.
مشكلة برشلونة لا تكمن في 90 دقيقة فقط، إنما أصبحت حالة مزمنة ضربت النادي الذي قدّم أجمل كرة قدم على الإطلاق. هو مرضٌ تغلغل في جسم هذا الكيان وانتشر بكثرة حتى بدأت معالمه تطفو على السطح، وربما ستطيح بالفريق وتبعده عن جميع المنصّات المتاحة هذا الموسم.
منذ توّلي الإسباني إرنستو فالفيردي زمام الأمور في النادي الكتالوني، دخلنا عصراً جديداً في البلوغرانا، عصرٌ امتزج بخدعة الواقعية والدفاع القوي، التوازن في الخطوط الخلفية على حساب المتعة الهجومية، عصرٌ تقلّص فيه دور صنّاع اللعب في برشلونة ليصبح ظهير الفريق هو أكثر من يساهم في صناعة الأهداف، عصرٌ اختفت فيه ملامح الجماعية المعهودة في اللاماسيا ليتحوّل ميسي إلى سوبر مان بل أصبحت كتالونيا تحت سلطة ابن روزاريو.
هو ليس ذنب ميسي وليس من أطماعه الهيمنة على الفريق بكامله ولا حتى غايته فرد عضلاته في نهاية الأمر، هو لاعب يقوم بمهامه عبر موهبته الإلهية، لكن ما لم يعد يطاق هو تواجد شخص انهزامي بقيمة فالفيردي على دكّة بدلاء برشلونة، شخصٌ يوحي لك أنه مفصول عن الواقع وربما هو كذلك في الحقيقة لأن تصرّفاته واختياراته تدفعنا للبحث في هذا الأمر.
مداورة خاطئة وليست في توقيتها، وسط بطيء فاقد للخدمة والفاعلية ولولا صفقة البرازيلي آرثور لكنا نسينا مهام لاعبي الوسط في برشلونة، اعتماد مفرط على ميسي لدرجة أنه كان سيخسره في كلاسيكو الكأس، استبعاد لاعبين تألقوا في المباريات السابقة ولأسباب مجهولة، الإصرار على تكرار الأخطاء وخاصة في قضية سيرجيو روبيرتو كظهير أيمن، ليتضاغف الخطأ في لقاء بلباو الأخير بإشراك سيميدو “المتألق” في غير مركزه مع الإبقاء على روبيرتو ظهير أيمن!
تعادل بلباو وبأداء هزيل هو ناقوس إنذار يضرب نادي برشلونة، ويحذّر من تكرار سيناريو موسم 2007 عندما عاد الريال من بعيد وحقق لقب الليغا، وربما تكون موقعة ليون في دوري الأبطال هي تكرار للقاء روما الموسم الماضي.
*عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا