جولة دوري أبطال كان عنوانها الأبرز “الريمونتادا”، ليالٍ خالدة تابعناها لأندية تحدّت الصعاب وربما المستحيل وكان النصر حليفها، ودخلت تاريخ كرة القدم من أوسع الأبواب.
بدايةً لنبارك لتلك الأندية على تحقيقها الصعب، ولنبارك لأنفسنا لأننا نتابع أهم شغف في العالم وهو كرة القدم، كميّة المشاعر التي شاهدناها هذا الدور كفيلة لكي نقول لأنفسنا “لهذا السبب نعشق كرة القدم”.
مشجع اليونايتد بالرغم من خسارة الذهاب 2-0 أمام باريس وبظل غيابات كبيرة ضربت الفريق، سافر إلى باريس ولديه أمل 1% بالعودة التي تحققت بأعجوبة، جماهير آياكس لم تيأس من خسارة الذهاب 2-1 لأنها واثقة بأن فريقها كان الأفضل لتشهد على رباعية تاريخية في البرنابيو وأمام بطل أوروبا. جماهير اليوفي آمنت بالعودة لمجرّد أنهم يشجعون البيانكونيري ويملكون رونالدو، بورتو حارب من أجلها أمام روما وتمكّن كاسياس ورفاقه من فعلها.
اسم النادي
الأمثلة كثيرة عن الريمونتادا في المواسم الماضية كتبت بسطور ملحمية تتغنّى بها الجماهير إلى الآن، لكن من وجهة نظر شخصية في مثل هذه المباريات يكون للعامل النفسي دور كبير، اسم النادي وتاريخه يلعب دوراً كبيراً أيضاً، ربما بعض الأشخاص لا يؤمنون بذلك، لكن في الواقع وخلال المواسم الماضية ثبت لنا أن الكبار هم من يعودون من بعيد، ولعلّ ريمونتادا برشلونة التاريخية أمام باريس منذ موسمين دليل على ذلك، حتى ما فعله اليونايتد بباريس ويوفنتوس بأتلتيكو مدريد.
سجلّات الشرف
أن تلعب لنادٍ لديه صيت كبير ومليئ بالإنجازات التاريخية فهذا بحد ذاته حافز لأي لاعب أن ينتظر ظهور مناسب لتسجيل اسمه في أرشيفات هذا النادي ويوضع مع أساطير لعبت لشعاره، ما فعله لاعبو آياكس أمام ريال مدريد ناتج عن مشروع أكاديمي أسسه النادي الهولندي، وأحد أهم عناصر نجاحه هو جذب الشبّان أكثر من خلال فيديوهات تندمج فيها صورهم مع أساطير لعبت لهذا النادي تاريخياً، ليشعر الجميع بمسؤولية انتمائهم لنادٍ كبير ومن واجبهم كتابة تاريخ جديد له.
عبدالرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا