عبد الرزاق حمدون*
كرة القدم ظالمة في الكثير من المناسبات، لا تعترف بالأداء الجميل والتضحية ولا تضحك للثائرين على الكبار، وغالباً ما تتكلم لغة المنطق الذي يقول من يضيع كثيراً سيلقى عذاباً شديداً.
إن كنت من محبي اللعب الجميل فعليك أن تقف إجلالاً لشوط مثالي قدّمه لاعبو أياكس أمام بطل القارّة ريال مدريد. شوط امتلك فيه أصحاب الأرض زمام الأمور بأسلوب دفاعي قوي في الضغط على وسط الريال ومفاتيح اللعب “كروس-مودريتش”، والعمل على عزل الشاب فينيسيوس. كما أظهر النادي الهولندي مرونة تكتيكية عالية في عملية التحوّلات الخططية وفي نقل اللعب إلى ملعب الخصم، وذلك في ظل عجز الضيوف عن تقديم الندّية في الشوط الأول، لكن ما كان ينقص أياكس تواجد في ريال مدريد بالرغم من تخبّطه.
أياكس جميل وريال مدريد خبير
في شوط تفوّق فيه أياكس، افتقد لاعبوه للمسة الأخيرة أو حتى ما قبل الأخيرة، وصول بأسهل الطرق لنصف ملعب الريال أمام ضياع وسط الفريق الملكي، لتكون محصلة هذا الضغط 10 تسديدات منها 2 على مرمى كورتوا ومنها الهدف الملغى بداعي التسلل. وبالرغم من أن لاعبي الريال قدموا أسوء شوط لهم في دوري الأبطال، إلا أنهم استطاعوا من تحقيق نسبة تسديد 100% على مرمى أياكس في 4 مناسبات، مقارنة تعطينا دليل واضح على أن الريال يستطيع الوصول لمرمى الخصم بأي لحظة وبدون عناء، وهكذا كان شوط المباراة الأول بمثابة امتصاص فورة أياكس الجميلة.
شوط العقوبات
كرة القدم لا تعترف دائماً باللعب الجميل، ومن لا يشعر بإضاعة الفرص سيعاقب. بعد شوط أول مثالي من أياكس دون الاستفادة منه بهدف واحد، كان الثاني فرصة لمدرب الريال “سولاري” لحسم الأمور مستغلاً عاملين؛ الأول خفض رتم اللعب من شبّان أياكس وخبرتهم المتواضعة، أما الثاني فكان أكثر فعالية وهو دكّة الريال القوية، ليكون أسينسيو ورقة سولاري الرابحة في حسم اللقاء، وبالرغم من محاولات لاعبي أياكس الكثيرة لكنهم اصطدموا بصحوة بطل أوروبا.
ربما يرى البعض أن تقنية “الفار” هي من حسمت الأمور في موقعة “يوهان كرويف أرينا”، وبأنها لم تنصف الفريق المستضيف، لكن في الحقيقة أن سولاري ولاعبوه أكدّوا للجميع أن الخبرة هي العامل الحاسم في مثل هذه المواعيد.
*عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
اقرأ/ي أيضاً: