عبد الرزاق حمدون*
مع قرب انتهاء الموسم الكروي الحالي للكثير من الأندية الكبيرة لم يتبقَ للجماهير سوى أن تنتظر ميركاتو الصيف القادم بترقب لما ستؤول إليه حال أنديتها.
من المتوقع أن يشهد سوق الانتقالات القادم درجة غير مسبوقة من الجنون وربما تتجاوز حرارته درجات الحرارة في الصيف، ونكون شاهدين على صفقات قوية ومدوّية ونقف نحن المتابعين بحيرة من أمرنا لاختيار الصفقة الموفقة أو الأكثر إيجابية. أسباب إثارة ميركاتو الصيف القادم كثيرة لكن أبرزها:
1- الأسعار الخرافية
شهدنا في المواسم الأخيرة انتقال كرة القدم من معناها الرياضي إلى منحى آخر وربما لا يحبّذه معظم المتابعين ألا وهو “البزنس” الكروي، وتحول الأندية المغمورة بمواهبها الشابة إلى مناجم ذهب تجني الكثير من الأموال، بتواجد أندية تملك ميزانيات عملاقة “باريس سان جيرمان- مانشستر سيتي- برشلونة- ريال مدريد- مانشستر يونايتد- تشيلسي”، وسيكون من السهل على المتابع أن يسمع عن انتقال لاعب شاب مثل دي يونغ مقابل 90 مليون يورو إلى برشلونة كما حصل منذ أشهر.
2- كثرة المواهب
مع انتهاء حقبة اللاعبين الذين عاصرناهم وتركوا بصمات بداخلنا، ينتابنا شعور أن كرة القدم لن تنجب أمثالهم وربما لن نشاهد مواهب جديدة قادرة على أخذ مكانهم في قلوبنا، ومع تراجع بعض المنتخبات الكبيرة في السنوات السابقة مثل البرازيل ظنّ الجميع أن البلد التي أنجبت أساطير لا تستطيع في هذه الفترة تصدير المزيد منهم.
لكن مع بداية الموسم الحالي ظهرت لنا أسماء شابة صاعدة بقوة ستحتل سوق الميركاتو القادم، مواهب برزت في منتخبات شابة مثل “ألمانيا- هولندا- انكلترا- فرنسا- إيطاليا”، ومواهب أقل في بلدان شرق أوروبا مثل صربيا وكرواتيا وروسيا وأوكرانيا، عدا عن المهاجرين الأفارقة وشبّان أميركا اللاتينية.
3- حاجة الأندية الكبيرة
كثيرة هي السيناريوهات التي شهدناها هذا العام والتي أعطتنا مؤشراً لحاجة الأندية الكبيرة لإجراء ثورة انتقالات واسعة. ريال مدريد على رأس هذه الأندية وبجانبه نرى كل من بايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان وخلفهم برشلونة وأقطاب لندن، أسباب هذه الأندية مختلفة لكنها في المحصلة تنبئ بميركاتو قوي جداً بانتظارنا.
إضافة للأسباب المذكورة، يمكننا القول أن رغبة بعض اللاعبين بالانتقال إلى مسارح أكبر لكسب الشهرة والفائدة المالية والفنّية والخبرة وتسليط ضوء الميديا عليهم، تلعب دوراً كبيراً في كرة القدم هذه الأيام.
*صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
اقرأ/ي أيضاً: