إعداد ميساء سلامة وولف
في هذه الزاوية نعرّف القرّاء بشخصيات من المهاجرين الذين وصلوا إلى ألمانيا منذ سنواتٍ طويلة، وتمكنوا من إعادة بناء حياتهم ومستقبلهم بعيداً عن أشكال وحدود الانتماء التقليدي، وحققوا نجاحات في مجالاتٍ عديدة، فاحتضنتهم هذه البلاد، وصارت وطناً لهم.
في هذا البلد “اكتشفت أن النجاح ليس بنيل الشهادة بقدر ما هو بخوض معترك الحياة العملية، دون خوف من ثقافة العيب تجاه مهن معينة كما في المجتمعات العربية”.
هكذا يتحدث الدكتور عن تجربته في ألمانيا، مضيفاً “أهم شيء تعلمته في هذا البلد ليس اللغة والدكتوراه فقط، بل قبل كل شيء التعلم الدائم والتميز في أي عمل يقوم به المرء”.
يبدو الدكتور ابراهيم محمد، الخبير الاقتصادي والمحرر الصحفي والمدرب الإعلامي في مؤسسة “دويتشه فيلليه/ DW”، سعيداً بتجربته المهنية في ألمانيا.
هذه التجربة مرت بمراحل عدة أبرزها التحضير مع فريق عمل لإطلاق موقع DW باللغة العربية عام 2005. ومن ثمّ إدارته حتى عام 2010. قبل ذلك تولى مسؤولية الإعلام في غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية. وكان أول رئيس تحرير لمجلة “السوق” التي تصدرها الغرفة باللغتين العربية والألمانية.
منذ عام 1994 كتب وحرر مئات المقالات والتحليلات لأكثر من جهة كجريدة “الحياة” اللندنية ومجلة “الاقتصاد والأعمال” اللبنانية. وهو ضيف محطات تلفزيونية عديدة في مقابلات وحوارات حول القضايا العربية والأوروبية.
درس الدكتور ابراهيم العلوم السياسية في دمشق وتخرج متخصصاً في الاقتصاد والإدارة عام 1982. وبعد بضع سنوات من العمل في التدريس حصل على منحة دراسية إلى ألمانيا بالصدفة، إذ كانت المنحة بالأساس مقررة إلى روسيا. “يبدو أن أحداً أخذ منحتي إلى موسكو ليعرضوا عليّ منحة بديلة إلى برلين الشرقية قبلتها على مضض”، يقول الدكتور ابراهيم مضيفاً: “لاحقاً اكتشفت أن قدومي إلى مدينة ممتعة عشت فيها انهيار الجدار، كان ضربة حظ بالنسبة لي”.
بعد نيله الدكتوراه في السياسات الاقتصادية عام 1991 عاد إلى سوريا، قبل أن يعود عام 1997 إلى برلين، مدينته التي أحبها ويعتبر نفسه محظوظاً بالعيش فيها.
عاد الدكتور ابراهيم وقتها بعد تجربة تدريس لمدة 6 سنوات في كلية الاقتصاد بجامعة تشرين السورية. “كانت نسبة البطالة في ألمانيا حينها مرتفعة جداً، وكان إيجاد فرصة عمل في غاية الصعوبة مقارنةً بهذه الأيام التي يحتاج فيها سوق العمل إلى مئات الآلاف من الوظائف”، ويضيف أن الصعوبات دفعته إلى إعادة النظر في تصوراته. هكذا، بسبب الإصرار على النجاح مجدداً، التحق بدورات تأهيل متعددة. وفي الوقت نفسه كثف عمله في الكتابة الصحفية التي يهواها: “الكتابة بالنسبة لي كالخبز اليومي لا أستطيع العيش بدونها” على حد قوله. كما نظم في معاهد ألمانية دورات تعليمية للمهتمين في ثقافة العمل وإقامة المشاريع المشتركة في العالم العربي.
يصف الدكتور ابراهيم تجربة العمل في هذه البلاد: “في ألمانيا كل شخص في عمله سيد إذا أحسن القيام به. ولا يهم إن كان طبيباً أو ممرضاً أو مهندساً أو نجاراً أو عامل بناء أو نادلاً في مطعم”.
مواد ذات صلة:
بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – خالد النائب
بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – بيلكان مراد : ضوء قادم من سوريا
بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – الكاتب والمترجم أحمد فاروق
بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – الفنانة السورية علياء أبو خضور: قوة السحر في الاختزال