بقلم د. حسام الدين درويش
منذ مدة قال لي أحد مواطني إحدى الدول الإسكندنافية إن عبارة “الله أكبر” أصبحت أشبه بالتابو في بلده وثقافته، لأن نطقها ارتبط في أذهان الناس هناك بعمليات إجرامية وإرهابية ينفذها متطرفون إسلاميون. أدهشني قوله، وبدت محاولاتي لإقناعه بأن لا علاقة ماهوية بين الأمرين ساذجة وعبثية.
اليوم حصلت جريمة جديدة من شخص لا نعرف عنه أي شيء حتى الآن سوى أنه كان يصيح “الله أكبر” بطريقة هستيرية. والأخبار تقول بمقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في الهجوم الذي وقع صباح اليوم/ الخميس بالقرب من كنيسة نوتردام في مدينة نيس الفرنسية. وقد تم إيقاف منفذ الهجوم.
بعد الإدانة المبدئية الكاملة والمطلقة لهذه الجريمة، ولكل جريمة تستهدف الأبرياء، باسم الله أو الشيطان لافرق، أرى ضرورة أن يتوقف كل المشاركين في حملات التحريض والكراهية المتبادلة. فكل خطاب كراهية يسوِّغ نفسه بأن خطاب الآخر هو خطاب كراهية. ولا يمكن الرد على خطاب الكراهية والحقد بخطاب مضادٍّ مماثلٍ. كما أن هذه الخطابات قد تكون أحد العوامل المشجعة والمحرضة على ارتكاب جرائم جديدة ومستمرة.
ينبغي للسلطات المعنية والمؤثرة وكل الشخصيات ذات الحضور في المجال العام أن تكون واعية لمسؤولية الكلمة ولا تنساق إلى حملات وخطابات استفزازية غير مفيدة، على الأقل.
وبوصفي منتميًاً جزئيًاً ونسبيًاً إلى “ثقافة ذات بعد إسلامي” أشعر بأن واجبي مضاعف في إدانة مثل هذه الجرائم، وإعلان تعاطفي الكامل مع ضحاياها، علانية. لكن الإدانة والتعاطف يحصلان من منطلق إنساني أخلاقي بالدرجة الأولى.
اقرأ/ي أيضاً:
الرئيس الفرنسي ماكرون: الإسلام دين يمر اليوم بأزمة في جميع أنحاء العالم
فرنسا: الهجوم على كنيسة نيس: أحدث التطورات وأبرز ردود الفعل المتعلقة بالهجوم
وزير الداخلية الفرنسي: من المرجح وقوع المزيد من الهجمات على أراضي فرنسا