عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
من الصعب أن تقدّم بطولة كاملة بمستوى عالٍ طيلة مبارياتها، لا بد أن تمر بظروف تتأثر بها ليس لأنك سيء، بل لأنك بذلت كل ما عليك خلالها وتستحق لقب أفضل منتخب والجميع يراقب طريقتك ليلعب بشكل مضاد لك.
الجزائر لم تكن الطرف الأقوى في نهائي الأمم الأفريقية بعكس مستواها خلال البطولة الذي شرّف العرب ورسم شخصية البطل من أول مباراة للخضر، لكن بلماضي ولاعبيه آمنوا بتلك الشخصية والقدرة على الفوز وتأكيده للمرة الثانية على السنغال العنيدة وبنفس نتيجة الدور الأول 1-0.
سرعة هدف بغداد بونجاح بالرغم من وقوف الحظ بجانبه إلا أنها كانت صدفة جميلة ليكمل المحاربون ما أنهوا عليه لقاء نيجيريا في الدقيقة الأخيرة عبر القائد رياض محرز وبنفس الروح والعزيمة بدأها بونجاح أمام السنغال لتتحول بعدها المباراة لمانيه ورفاقه بشكل شبه كامل أمام تراجع جزائري.
في الواقع أن بطولة أمم أفريقيا لهذا العام لم تكن قوية فنّياً سبباً قوياً حوّل نهائي هذه المسابقة لمكان ترتكب فيه الأخطاء منها التكتيكية من طرف الجزائريين ومبالغتهم بالعودة دفاعياً، وأمام ضعف تركيز لاعبي السنغال ونقص اللمسة الأخيرة في كل لقطة تارة وتألق الحارس رايس مبولحي تارة أخرى.
الروح التي زرعها بلماضي بلاعبيه كانت عنوان النهائي والذي رجّح كفّة المحاربين ، لقطة ساديو مانيه وجمال بلعمري لخصّت جملة “الألقاب تكتب بالدماء”، إن لم تكن الأفضل فعليك أن تقاتل بكل ما تملك، الدفاع في هذه المواقف أثبت جدارته في حسم الأمور ليؤكد بلماضي ذلك بإقحامه لمدافع خامس في الشوط الثاني ولأول مرّة خلال البطولة يفعلها مع الخضر، لأنه اقتنع بقوّة السنغال وبأن أحقّيته جاءت تتويجاً من الكرة لمجهودهم في البطولة.
الجزائر استحقت اللقب لما قدّمته طيلة المباريات السابقة، في النهائي كان المحاربون أكثر حماساً وإيماناً ليرسموا نجمة ثانية فيها الكثير من الروح والدماء ويعقدوا العزم على أن تحيا بلدهم الجزائر ويرفع لقباً ثانياً لبلد المليون شهيد في شهر استقلالهم.
مواد أخرى للكاتب:
لا للمشاعر والفوتوشوب… ماتياس دي ليخت إلى يوفنتوس هنا المنطق
صفقة غريزمان برشلونة… لا نعلم ما يخفيه المستقبل
بطولة ويمبلدون… بين نادال وفيدرر “أنا أعشق الفيدال”