نزار العبدالله. صيدلاني سوري مقيم في السويد
دفع الذعر المبالغ به في التعامل مع انتشار وباء كورونا بالناس إلى الاندفاع للتسوق بشكلٍ غير عقلاني، ولا يستثنى من ذلك المشتريات الصحية والدوائية، فقد هرعت أعداد كبيرة من الناس إلى الصيدليات لشراء أنواع من الأدوية، ولاسيما المسكنات التي يسمح بشرائها بدون وصفة طبية، وباعتبارها بمثابة خافض للحرارة.
وهنا لا بد من التشديد على أن المسكنات من فئة مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs، تخفض الحرارة فعلاً وتسكن الألم ويمكن أن تخفف حدة الالتهاب، إلا أنها أيضاً تخفف من مناعة الجسم، حيث تصبح المناعة بمستوى أقل من العادة (في الرابط أدناه دراسة عن الأدوية و تأثيرها على خفض المناعة). وكذلك أدوية الكورتيزون تخفف المناعة. نقص المناعة هذا يتيح للفيروس أن يقاوم ويبقى في الجسم لفترة أطول. وفي مثال معروف عند المختصين بمجال الصحة، اسمه متلازمة راي Reye’s syndrome، وهو مثال عن تأثير الأسبرين بحالة إصابة الأطفال بفيروس أيضاً (يمكن الاطلاع على الرابط). كما حذر وزير الصحة الفرنسي من استخدام هذه الأدوية ومن تأثيرها على المناعة.
والنصيحة في حال الشعور بعوارض الرشح والحاجة لاستخدام مسكن؛ البدء باستخدام الباراسيتامول Paracetamol كمسكن و خافض حرارة، رغم أن مفعوله أخف من غيره من المسكنات إلا أنه الأكثر أماناً حالياً وخاصة للأطفال.
والنصيحة الأهم هي عدم تناول الدواء المسكن إلا عند الضرورة، مثلاً الشخص المصاب بالشقيقة، عليه تناول الأدوية الخاصة بالشقيقة، وليس مسكنات الـ NSAIDs . كما ينصح من يشعر بأوجاع في الرأس بشرب كميات كافية من السوائل، ومن يشعر بوجع عضلات أو تعضيل، يأخذ حبوب ماغنيزيوم، والمصاب بتشنج بالرقبة عليه استخدام بلسم طبيعي للألم متل Tiger balsam، أو يستخدم الكمادات الساخنة / الباردة، التي توضع في المايكروويف أو البراد.
المهم عدم استخدام المسكنات بكميات كبيرة و بشكل عشوائي، فالفيروس مازال في مرحلة الانتشار، والمعلومات المتعلقة به غير كافية لفهمه وإدراك قوته.
الروابط:
دراسة عن المسكنات و المناعة
متلازمة راي
اقرأ/ي أيضاً:
