في الوقت الذي تتطلع فيه أوروبا إلى تخفيف قيود الإغلاق التي وضعتها لمواجهة فيروس كورونا يظل احتواء الوباء أمراً بالغ الأهمية.
وتعد تطبيقات تتبع الأفراد عبر الهاتف المحمول جزءاً من الحل لأنها تتيح تعقب انتشار فيروس كورونا ولكن هذا يعني بحسب الكثيرين أن خصوصيتنا أصبحت على المحك.
يقول باتريك برايرعضو البرلمان الأوروبي: “نحتاج إلى أن نكون واضحين جداً بشأن ما إذا كنا نريد ذلك وما إذا كان ذلك مقبولاً أم لا” مضيفاً “هناك افتقار إلى احترام الحقوق الأساسية من جانب مفوضية الاتحاد الأوروبي وأعتقد أنهم بحاجة إلى التنسيق والعمل الجماعي والدفاع عن حقوقنا لأنه لا يوجد تناقض بين معالجة هذه الأزمة بشكل فعال واحترام الحقوق الأساسية”.
لمعالجة جميع هذه المخاوف، أعلنت المفوضية الأوروبية أنها بصدد العمل على صياغة إرشادات تتعلق بكيفية تعقب انتشار فيروس كورونا عبر تطبيقات الهواتف الذكية.
وقال يوهانس باهرك، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية: “من الضروري أن يكون تثبيت التطبيق واستخدامه أمراً طوعياً”. مضيفاً: “نريد أن نضمن للمواطنين أنه يمكنهم الوثوق في هذه التطبيقات، التي يجب أن تحترم الخصوصية وأن تكون فعالة حتى يستخدمها الناس”.
كما أصدر رئيس قطاع الصناعة في الاتحاد الأوروبي تييري بريتون بياناً يقول فيه: “إن ضمانات الخصوصية هي شرط مسبق لاستيعاب هذه التطبيقات.. يجب أن نكون يقظين ونستخدم أفضل وسائل التكنولوجيا في مكافحة الوباء ..إننا لن نساوم على قيمنا ومتطلبات الخصوصية”.
مخاوف من انتهاك خصوصية الأفراد باستخدام تطبيقات تعقب انتشار كورونا
وكانت المخاوف من انتهاك خصوصية الأفراد باستخدام التطبيقات الخاصة بتعقب انتشار فيروس كورونا موضع نقاش ما بين هيئات الاتحاد الأوروبي المختلفة.
ويقول بول جوردان، المدير الإداري للرابطة الدولية للدفاع عن الخصوصية: “بعد أحداث 11 من سبتمبر 2001 تم وضع عدد من الإجراءات الأمنية وبعضها لا يزال موجوداً حتى الآن. السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو معرفة إلى متى ستستمر هذه الإجراءات الجديدة وأيضاً بمجرد انتهاء تلك الإجراءات ، ماذا سيحدث للبيانات التي تم جمعها؟”.
للإجابة على التحدي المتمثل في حماية الصحة والخصوصية، أنشأ العلماء وخبراء التكنولوجيا مبادرة ترمي إلى توفير منصة تحدد من خلالها المعايير وأدوات التكنولوجيا التي يجب أن تتضمنها التطبيقات. يقول كريس بوس وهو من فريق المبادرة: “لا نحتاج إلى استخدام التتبع الجغرافي ولا نحتاج إلى استخدام رقم هاتفك، ولا نحتاج إلى استخدام عنوانك أو أي من ذلك”.
يوضح كريس بوس أنهم يستخدمون “التتبع” لمعرفة الشخص الذي كنت على اتصال به وكم كانت مدة اللقاء، ويجب أن تكون هذه البيانات كافية لضمان مراقبة الوباء دون اختراق الخصوصية.
بالنسبة للكثيرين، سيظل هذا الإجراء مثيراً لتساؤلات بشأن كيفية الاحتفاظ بالمعلومات عن الأفراد. في حين تؤكد المفوضية الأوروبية أنه “يمكن للسلطات تنبيه الأشخاص الذين كانوا على اتصال بشخص مصاب لفترة معينة ونصحه بضرورة الفحص أو العزل الذاتي دون الكشف عن هوية المصابين”.
المصدر: (euronews)
اقرأ/ي أيضاً:
كورونا في ألمانيا: تطبيق على الهواتف الذكية لتتبع سلاسل العدوى بالفيروس
إشاعات عن كورونا تملأ وسائل التواصل الاجتماعي.. إحذر مما تقرأ
آثار كورونا على المصابين هل لها حدود؟ من الرئة والدماغ والقلب حتى أصابع القدم