بقلم عبد الرزاق حمدون
أذهب إلى زنزانتي المنفردة بعد كل انكسار، ليس لأني متهم ولكني أحب حياة التفرّد في هذه المواقف، أبتعد عن الضوضاء ولا أحب الأضواء هي ليست غايتي في لعب كرة القدم، لا أتمالك نفسي عند أي هزّة كبيرة، وفي كل خسارة أنا من يتحملّها لأعود لصفة المتهم والمتخاذل، شخصية لا أعرف كيف وصفوني بها لكنها لا تشبهني أبداً.
لا أجيد الكرة التي تحبونها لا أستطيع اللعب بالشخصية التي تطلبوها، أنا ألعبها لأنني أعشقها منذ طفولتي هي صديقتي الأولى والوحيدة، أداعبها في لحظات الركود الذهني والصفاء الوقتي لست متمرساً في لحظات الضغط النفسي ودائماً ما أسقط في دقائق الحقيقة لأنني أتحمل هموماً لا تحملها جبالاً في غياب الجميع يجب أن أظهر بدور المنقذ ومع ذلك حملت الجميع على ظهري، ساهمت بألقاب عديدة وكنت صاحب الفضل بهم، لكن كما قلت لكم في لحظات الحقيقة وعند غياب الجميع فشلت ليس لأني متخاذل بل لأنهم من خذلوني، يدٌ واحدة لا تصفق.
في الأرجنتين يهتفون ضدّي بل يشتموني أنا وعائلتي، والمكان الذي أشعر بالراحة والانشراح فيه أصبح أكثر ضيقاً علي، أنا الخائن لبلدي والمتخاذل الذي لم يقدّم أي شيء لمنتخبه، وضعوني في منصب لا يشبهني شخصية لا أنتمي لها “القائد” ليست مهمّتي، أنا صانع للمتعة فقط لا أستطيع حمل كل هذه الهموم على عاتقي، وفي برشلونة تحوّلت من الملك رقم 10 إلى لاعب عادٍ وكما قلت عند أول خسارة أكون المتهم الأول.
لا أستطيع اقناعكم بأنني الأفضل أعلم بذلك فعند النكسات تظهر السلبيات وما أكثرها عند الكارهين، لكن أكثر ما يؤلمني هو اقتناع الأشخاص الذين أحبّوني بذلك، كرة القدم غدّارة تريد أن تنال منّي لأنني أكثر من أجبربها
لكي تخضع لحكمه وقدره، تقف بجانبي في الكثير من اللحظات وتختفي في أهم المحطّات وكأنها تريد الانتقام منّي لتذكرني أنها هي صاحبة القرار الأول والأخير.
كثرت التهم والتسميات لكن لن أقول لكم أكثر من كلام مدربي الحالي في الأرجنتين “سكالوني” : “أسوء شي عندي هو أن ظلّي يطغى على الكثيرين”، هل علمتم حجم الهموم على عاتقي؟.
*صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
مواد أخرى للكاتب:
ليالي الأُنس في انكلترا…أعادت أنديتها إلى واجهة أوروبا
توتنهام أياكس… تراث تكتيكي بسيط في موسم الريمونتادا
ليفربول برشلونة… ريمونتادا بعنوان “عكس جاذبية الأرض”