بقلم عبد الرزاق حمدون*
عندما سئل بيل شانكلي بأن كرة القدم مسألة حياة أو موت، أجابهم المدرب الأشهر لليفربول “أنتم مخطئين، كرة القدم أكبر من ذلك بكثير”.
كلام شانكلي لا يدخل في العقل وليس قريب للواقع فهل هناك أهم من صراع الحياة والموت لدى الإنسان؟، الإجابة في كرة القدم هي نعم!، عندما تحوّل انكسارك إلى لحظة فخر واعتزاز، عندما تسعى لإدخال الروح بفريقك المثُقل بكل أنواع السلبيات والضغوطات وتخرج منهم أبطالاً حقيقين يتغنّى بهم المتابعون كأنهم أساطير لمسلسل تلفزيوني، عندما تعاند الحظ السيء لتعيش نشوة الانتصار الأعظم وتكسر كل توقّعات المحللين والمنجمين، عندما تبقى صامداً بعد ضرباتك الموجعة وأنت أساساً بدون أسلحة متوفرّة، عندما تملك روحاً يكون الموت ليس موجوداً في قاموسها هذا ما كان يعنيه بيل.
في استديوهات بي ان سبورتس قال جوزيه مورينيو بأن ما حصل اسمه ريمونتادا يورغن كلوب، البرتغالي هو أقرب من أي شخص لحالة المدرب في هذه المواقف ودوره، يعلم أن ما فعله كلوب هو أكبر من أي تكتيك، يعرف بأن من الصعب على أي مدرب أن يعيد إحياء فريقٍ متعب وفي ليلة كبيرة.
المباراة لا تحتاج للكثير من الكلام في التكتيك، فعندما تشاهد أهداف اللقاء ستعلم بأن لاعبي برشلونة لم يخيفهم أصوات جماهير الأنفيلد، إنما لاعبو الريدز أنفسهم كأنهم وحوش على هيئة بشر، رتم عالي وضغط مجنون خلال 90 دقيقة جوع للتهديف ولصنع المعجزة بالرغم من كل شيء، أخطاء برشلونة ووجهه الشاحب يذكرنا بليلة الأولمبيكو هناك في روما.
الفرق بين كلوب وفالفيردي كان واضحاً، مدرب يعلم ما يريد ويحترم ناديه وجماهيره وآمن بحظوظه الضئيلة، ومدرب هو ليس بالمهرج الفكاهي لكنّ هدوءه وصمته يعطيان فكرة على انقطاعه عمّا يدورأمامه، مدرب جبان لا يملك مواصفات الشجعان ولا يعرف كيف يتصرّف في مثل هذه المواقف، مدرب فاقد لهوّية التدريب ولا يجب تواجده بين كبارالقارّة مع فريق بحجم برشلونة.
ما حصل في الأمس هو أكبر من التكتيك بحد ذاته، ريمونتادا كسر التوقعات وإجبار القدر على أن يلين ويقف بجانب الكرة الجميلة والشجاعة، ريمونتادا المدرب والجماعة وليس الفرديات، ريمونتادا كسر بها كلوب ولاعبوه الجاذبية الأرضية ليطيروا من الأنفيلد إلى وانداميتروبوليتانو هناك في مدريد.
*صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
إقرأ/ي أيضاً للكاتب: