عبد الرزاق حمدون*
“نحن وصلنا للمرّة الثانية على التوالي لنهائي دوري الأبطال، لذا نحن نستحق هذا اللقب أخيراً”، هذه الكلمات اتفق عليها الجميع في ليفربول ، بداية بالمدرب يورغن كلوب مروراً بكل فرد من طاقم العمل الإداري والفنّي والطبّي واللاعبين، الجميع تمتّع بهذه الصفة قبل لعب النهائي أمام توتنهام هناك في مدريد.
كرة القدم تكون ظالمة في الكثير من الأحيان لكنها تهدي من يؤمن بها، وصول ليفربول إلى النهائي الثاني على التوالي اصطدم بالكثير من العوائق أولها تهديد الخروج المبكر من دور المجموعات، مشاكل ضربت الفريق أول الموسم، الصحافة تسلط الضوء على أكثر اللاعبين تأثيراً “صلاح ومانيه” والصراع الداخلي بينهما، ليأتي الرد من الفرعون المصري بهدف الفوز على نابولي الذي صعد بالفريق بفارق الأهداف عن منافسه النادي الإيطالي.
ذهاب مواجهة بايرن ميونيخ في الأنفيلد روود والتعادل السلبي لم يكن إلا سبباً لتألق الفريق في الإياب هناك في ألمانيا، ثلاثية في الآليانز أرينا أعادت الريدز إلى طريق النهائي وجعلته المرشح الأقرب للوصول له. في النصف النهائي كانت لحظة الحقيقة التي بحث عنها كلوب خلال مواسمه مع الريدز، برشلونة “ميسي” كان الخصم في أصعب مرحلة خلال الموسم، على بعد خطوة من النهائي الحلم مقترنة بالمنافسة الشرسة محلّياً على لقب البريميرليغ. خسارة الذهاب في “الكامب نو” بنتيجة 3-0، أخرجت ما بجعبة كلوب من مواهب تدريبية دقيقة، الشحن المعنوي والإدارة النفسية والأكثر غرابة كان مراقبته لتحرّكات خصمه “برشلونة” عند توقف المباراة والتأخر في التمركز، كلوب استفاد من هذه الميّزة ليطبق مكره الكروي مع لاعبيه، المحصّلة كانت رباعية تاريخية في الإياب وبفريق من الاحتياط، ليزداد الإيمان أكثر بحمل لقب على الأقل هذا الموسم.
أحقّية ليفربول بالفوز مع كلوب لم تأتي من فراغ، الفريق حقق معه نقلة نوعية على جميع الأصعدة، صفقات مفيدة للنادي بداية بمسؤولة التغذية في نادي بايرن ميونيخ “منى نمير” التي أصر عليها كلوب منذ أول يوم له في ليفربول والفائدة التي حققتها مع اللاعبين، “أليسون في نهائي الأبطال قام بـ 8 تصدّيات، فان دايك شتت الكرة في 4 مناسبات، وصلاح سجل هدف التقدم”، العمل على المواهب وصنع الفارق منها “روبيرتسون وأرنولد”، وتعويض صانع الألعاب بوسط الملعب إلى عامل الشحن المعنوي والضغط العالي “فينالدوم- هيندرسون- ميلنر- فابينيو”، دون أن ننسى تطوّر ماتيب مع كلوب الذي كان سيخرج من الفريق في الموسم الماضي.
أن تصل إلى 97 نقطة في موسم كروي واحد وتخسر الدوري بمليمترات وجزئيات بسيطة وتسجّل اسمك أحسن مركز ثاني في تاريخ البطولات الأوروبية، أن يكون أفضل لاعبين في البريميرليغ بآخر موسمين من فريقك “صلاح- فان دايك”، أمور ساهمت بتطور عقلية الفوز عند لاعبي الريدز، حتى لو لم يكن الخصم توتنهام كان ليفربول سيفوز بنهائي الأبطال.
بعد العمل الرائع خلال مواسم عديدة، كانت لحظة اعتراف الجميع بأحقيّة البطل الجديد لأوروبا “ليفربول” وفك النحس ليورغن كلوب، العامل المشترك في داخل كل متابع شاهد المباراة باختلاف شعاره وألوانه.
*صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
اقرأ/ي أيضاً: