في مشهد لم يألفه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من قبل، تظاهر المئات في تونس ضد زيارته إليها مرددين شعارات “ارحل يا قاتل”. الرئيس التونسي كان على رأس مستقبلي بن سلمان رغم هذه الاحتجاجات وذلك في بادرة رمزية نحو الرياض.
قالت مصادر بالرئاسة التونسية إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وصل إلى تونس يوم الثلاثاء (27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018) قادماً من القاهرة في رابع محطة ضمن أول جولة خارجية له منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي. وكان لافتاً أن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي كان على رأس مستقبليه في المطار.
وتأتي الزيارة إلى تونس وسط احتجاجات لليوم الثاني على التوالي تنديداً بمقتل خاشقجي. فقد تظاهر المئات مرددين شعارات من قبيل: “ارحل يا قاتل”. كما رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “الشعب يريد محاكمة بن سلمان”، و”بن سلمان يا جبان الشعب التونس لا يُهان” و”يا بن سلمان يا سفاح يا قاتل الأرواح”.
كذلك رفع المحتجون أعلاماً يمنية وفلسطينية تنديداً بتدخل الرياض العسكري في اليمن وتقاربها مع إسرائيل. وشارك أعضاء من حزب يسار الوسط التونسي وإسلاميون في التظاهرة.
والاحتجاجات مشهد لم يتعود عليه الأمير محمد بن سلمان إذ أنه لا يواجه انتقادات علنية في بلاده بينما لقي استقبالاً حافلاً في وقت سابق في البحرين والإمارات ومصر، الدول التي زارها حتى الآن في جولته العربية. كما أن تونس من بين دول قليلة في العالم العربي، التي يسمح فيها بمثل هذه الاحتجاجات ضد زيارة رؤساء أو قادة منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.
وزيارة بن سلمان ستكون الأولى، التي يقوم بها لتونس أحد أفراد الأسرة المالكة في السعودية منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي الذي لجأ إلى المملكة. ويوم أمس الاثنين، ضمت تظاهرة في المكان نفسه نحو مئة شخص بدعوة من جمعيات ونقابات تونسية.
وترتبط تونس بعلاقات جيدة مع السعودية. ورغم إدانتها لاغتيال خاشقجي، فقد أكدت تونس على لسان رئيسها الباجي قايد السبسي، في مقابلة خاصة مع DW عربية، أن ذلك يجب ألا يكون سبباً للتعرض لاستقرار السعودية.
وكان مسؤولون أتراك ووسائل إعلام حكومية تركية اتهمت الأمير محمد بن سلمان بإصدار الأمر بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2018.
المصدر: دويتشه فيلله – أ.ح/هـ.د (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
اقرأ/ي أيضاً: