عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
في البطولات الكبرى يكثر الكلام ما قبل المنافسة عن المنتخبات المشاركة، تبدأ التنبؤات والأمنيات ويصبح النقاش حول أدوار البطولة، نظرياً يكون للكبار الكلمة العُليا وتبقى آمال الجماهير معلّقة على نجومهم والرهان يصبح أقوى على فرديات البعض دون النظر لنظريات التاريخ.
تدخل المنافسة يومها الأول مع إطلالة المنتخبات الأولى، بين الضغوط وهاجس الانطباع الأول، يخيّم على المنتخبات القوية طابع الرهبة، وتخرج الأمور عن نصابها في معظم البدايات ليدخل اللاعبون نفق الشك بقية مباريات البطولة ليكلف المنتخب ضريبة الشهرة والسمعة الكبيرتان.
في أعراف البطولات هناك قاعدة يؤمن بها المتابعون “العبرة بالخواتيم”، المعنى من هذه المقولة أن البدايات لا تعطي النظرة الصحيحة عن أي منتخب سواء المنتصر أو الخاسر، لكن هذه الجملة ليست قاعدة عامّة، وفي مباراة الأرجنتين وكولومبيا الافتتاحية لكلا المنتخبان في بطولة كوبا أميركا التي تستضيفها البرازيل، 90 دقيقة أعطتنا رسم تخيلي لطريق البطولة لما يملكه الفريقان من حظوظ قوية للمنافسة على اللقب.
كولومبيا الشرسة
في حالة ضعفك فردياً تحوّل المباراة إلى معركة بدنية، والمدرب كيروش هو أفضل من يلعب على هذه النقطة فعلها سابقاً مع إيران وقبلها البرتغال، كولومبيا أمام الأرجنتين لم تكن منتخب يلعب كرة قدم فقط بل حوّل الملعب لساحة معركة حقيقية لكن بانتظام دفاعي صعّب المهمّة على ميسي ورفاقه، 14 صراع هوائي قابله 19 افتكاك للكرة.
كولومبيا لعبت ككتلة واحدة امتازت بالنواحي الدفاعية مع تفوّقها الواضح هجومياً 20 مراوغة صحيحة، وسط ميدان قادر على صنع الكثير ومتنوع المهام بين صانع لعب ووسط دفاعي واللعب على الأطراف بقوّة كبيرة مثلما جاءت الأهداف.
الأرجنتين الهزيلة وميسي لا يصفق وحده
دائماً عند أي محفل دولي ترتفع أسهم التوقّعات لدى عشّاق التانغو، تبنى الأمنيات على صنع أشياء مشابهة لمونديال 2014 أو كوبا أميركا 2015، لكن هذه الآمال تبقى حول شخصية واحدة وهي ميسي، منتخب بحجم الأرجنتين على عاتق لاعب واحد.
الكلام عن التانغو كثير، لكن أمام كولومبيا كانت الأرجنتين بحاجة لنفسها فقط، حالة من الفقر على أرضية الميدان، تباعد بين الخطوط خاصة بين الوسط والهجوم بغياب صانع الألعاب والقادر على ربط الخطوط “أغويرو لمس الكرة 6 مرّات فقط في الشوط الأول”، دفاعياً يعاني كثيراً خاصة على الأطراف.
البناء على شخص واحد لا يفلح، ميسي لم يكن الأسوء أمام كولومبيا لكنه أكثر من فقد الكرة والسبب غياب المساعدة في وسط الميدان خاصّة.
مواد أخرى للكاتب:
وتينيو… حرّية البرازيل صرخة بوجه برشلونة
في ريال مدريد… يد هازارد وحدها لا تصفق
فرانكي دي يونغ…. عندما تحتاج وسط متكامل