يحي أكثر من 260 مليون مسيحي أرثوذكسي في دول عدة عيد الفصح في منازلهم، التزاماً بتعليمات قادة كنائسهم بهدف الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
ويحتفل المسيحيون الأرثوذكس، ثالث طائفة مسيحية في العالم، بعيد الفصح هذا العام بعد أسبوع على الكاثوليك والبروتستانت الذين يتبعون تقويماً مختلفاً. ولكن تزامن كورونا وعيد الفصح لدى جميع الطوائف ساوى بينهم في العزل والاحتفال المنفرد.
وجرت مراسم عيد الفصح للكاثوليك الأسبوع الماضي في كنائس فارغة ووجه البابا فرنسيس رسالته التقليدية بالبث التدفقي من الفاتيكان في وقت باتت تجمعات الصلاة خطيرة جدا في ظل الوباء الذي فتك بأكثر من 150 ألف شخص في العالم.
وغاب معظم المسيحيين الأرثوذكس عن احتفالات منتصف الليل التقليدية ولو أن أعداد الإصابات المؤكدة بالفيروس ما تزال متدنية نسبيا في دول شرق أوروبا والاتحاد السوفياتي السابق حيث يقيم غالبية أبناء هذه الطائف.
الكنائس مغلقة لتحمي المؤمنين
البلدة القديمة في القدس والتي عادة ما تكون مكتظة في الفصح الأرثوذكسي، كانت شبه مقفرة في عطلة نهاية الأسبوع بسبب إجراءات الإغلاق الصارمة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية.
وأقيمت مراسم شعلة النور المقدس السنوية خلف أبواب مغلقة في كنيسة القيامة في القدس. ونقلت الشعلة في ما بعد إلى دول أرثوذكسية في مختلف أنحاء العالم. وطبقا للمعتقدات فإن كنيسة القيامة مبنية في الموقع الذي صُلب فيه المسيح ودُفن.
في معظم المنطقة الأرثوذكسية الأوسع، لن تفتح الكنائس أبوابها أمام العامة. بينما طلب مسؤولو الكنيسة من المؤمنين الذين يأتون إلى الكنائس القليلة التي بقيت مفتوحة في بعض البلدان، إبقاء مسافة بين بعضهم البعض ووضع كمامات واقية وعدم تقبيل الأيقونات.
وأعلنت بطريركية القسطنطينية ومقرها اسطنبول أن المراسم ستكون مغلقة أمام العامة وسيتم بثها على الانترنت. والقرار نفسه اتخذ في قبرص واليونان وصربيا ومقدونيا الشمالية وكذلك في مصر حيث يشكل الأقباط الأرثوذكس ما بين 10 و15 بالمئة من عدد السكان.
في رومانيا حيث أغلقت الكنائس أبوابها، سيتوجه المتطوعون ورجال الدين إلى منازل الأهالي لتوزيع أرغفة الخبز المكرس والنور المقدس، ما أثار انتقادات من البعض.
وتساءلت مونيكا يوريسكو السبعينية المقيمة في بوخارست “إن كنا قادرين على الذهاب إلى الصيدلية لشراء الأدوية لأجسامنا، فلم لا يمكننا الذهاب إلى الكنسية للحصول على دوائنا الروحي؟” مؤكدة إنها لم تفوت مرة مراسم عيد الفصح منذ طفولتها.
كورونا وعيد الفصح يضع المسؤولين في مواجهة رجال الدين
عارض عدد من الكنائس الأرثوذكسية فرض تدابير إغلاق على أهم أعيادهم الدينية.
في بلغاريا أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية أن المراسم ستكون مفتوحة للجميع لكن يتعين على المصلين وضع الكمامات والوقوف على بعد المسافة المحددة عن بعضهم البعض.
في جورجيا التي سجلت 385 إصابة مؤكدة بالفيروس، رضخت الحكومة لضغوط السلطات الدينية وسمحت بإقامة المراسم في أكبر الكنائس رغم الإغلاق العام فيما لن يشارك أي مسؤول كبير فيها.
وفي أوكرانيا برزت خلافات مشابهة في الآراء، إذ حض الرئيس فولوديمير زيلينسكي المواطنين على البقاء في منازلهم، معتبرا أن ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس مؤخراً مرده احتفالات الفصح الكاثوليكي الأسبوع الماضي.
وشجعت الكنيسة الارثوذكسية الأوكرانية المصلين على التجمع في الهواء الطلق. غير أن الكنيسة سجلت إصابة 93 شخصا في دير كييف-بيشيرسك التاريخي حيث قضى ثلاثة نساك.
لكن الوضع مختلف في بيلاروسيا، الجمهورية السوفياتية السابقة البالغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة والتي سجلت عددا مرتفعا نسبيا من الإصابات. وحض رئيس الكنيسة البيلاروسية المتروبوليت بافل المؤمنين على لزوم منازلهم قائلا إن “الطقوس ثانوية فيما حياة الإنسان أكثر قيمة بكثير”.
غير أن الرئيس الكسندر لوكاشنكو المشكك في مدى تفشي الوباء، أكد أنه سيحضر المراسم في الكنسية قائلا “سأكون في الكنيسة. هذه عادتي”.
المصدر. فرانس برس
اقرأ/ي أيضاً:
تقاليد عيد الفصح في ألمانيا
صيام رمضان وكورونا: هل ستتأثر شعائر المسلمين كما في الصوم الكبير وعيد الفصح المسيحي؟
زاوية حديث سوري: أعياد وولائم…