عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
أحداث كثيرة مؤلمة عاشتها جماهير نادي برشلونة ، منها الخروج من روما ومن ثم ليفربول، ليأتي المشهد الأكثر قساوة وهي مشاهدة فضيحة كروية لفريقهم ونجومهم أمام بايرن ميونيخ والخسارة بنتيجة 8-2، والتي من الممكن أن تشعل ثورة في إقليم كتالونيا.
الحديث عن الكارثة لا يجدي نفعاً لأن ما حصل هو تراكم لأخطاء كثيرة ومتكررة، أخطاء لها جذور عميقة في نادي كتالونيا ، أحدث هزة في كيان كروي كان الأجمل في العالم في أحد الأيام، وانكسار أزال كل السحر المرتبط بكرة برشلونة الذي عاصره جمهور الفريق في فترة العصر الذهبي. أمام بايرن ميونيخ تلقى برشلونة ضربة قاضية، لكن آثارها ستأذن ببداية عصر جديد للنادي.
استقالة جماعية
إن لم تحرك صور الانكسارات في ملعب “الأولمبيكو” و”الأنفيلد رود” أركان إدارة برشلونة، فإن مشهد ملعب “دا لوش” في لشبونة يجب أن يجعلهم يخجلون من بقائهم في مناصبهم.
إبرة التخدير بعد كل فشل أوروبي كانت التعاقد مع نجوم بأسعار خيالية “كوتينيو_ ديمبيلي_ غريزمان”، صفقات زادت هموم الفريق وأرهقته مالياً، صفقات نتائجها سلبية بالنسبة لكل الأطراف. والآن بعد فضيحة لشبونة يجب على إدارة بارتوميو تقديم موعد الانتخابات وتسليم النادي لأشخاص بكفاءة أفضل لديهم خطط مستقبلية “كروية”.
إزالة الرؤوس الكبيرة
هذه النقطة هي الأصعب ولكن الفريق وصل إلى مرحلة غير مفهومة ومن الصعب أن نستثني أحداً من نجوم الفريق من ارتكاب الأخطاء حتى ميسي، فحجم الكارثة وهولها قد ينسينا ما قدمته تلك النجوم لهذا النادي، لكن في الواقع هم أيضاً شركاء في هذه المهزلة مع إدارة بارتوميو. فقد تفوّقوا على أنفسهم من الناحية السلبية أمام بايرن، وأثبتوا للجميع أن هزّات الأبطال السابقة حوّلتهم إلى أشباح في مثل هذه المباريات.
إعادة أساطير النادي ومشروع جديد
في كل الأندية الأوروبية الكبرى، يتواجد على الأقل لاعبين أو أكثر من أساطير هذا النادي لممارسة المهام الإدارية، لكن في برشلونة الموضوع مختلف، فالاستبداد الذي تمارسه إدارة النادي أبعد كل من بويول وتشافي وفالديز وحتى انييستا. إن عودة أحد هؤلاء النجوم إلى النادي مع مشروع جديد وخطط مستقبلية وإن غابت شمس الكتالوني عن المنصّات في الفترة القادمة، لكن مع خطّة واضحة سيعود الفريق إلى حاله الطبيعي، فالغياب لا يعني شيئاً عندما يتم التخطيط للعودة.
المدرب المناسب
بعد الخسارة أمام بايرن ميونيخ، أصبح القبول بتولي تدريب برشلونة فخاً لجميع المدربين، فالمدرب الذي سيوافق على شروط الإدارة الحالية سيكون قد وضع مسيرته على المحكّ، حيث لا مصداقية لهذه الإدارة، وسيكون حاله مثل سيتين وفالفيردي والبقية.
اختيار المدرب يأتي في المرحلة الأخيرة من المشروع، مدرب قادر على النهوض بالفريق وفقاً لخطط الإدارة، يعيد إحياء هذا الصرح الرياضي بأفكاره ومقدساته وأكاديميته. القرارات الحاسمة في برشلونة يجب أن تصدر خلال الأيام القليلة القادمة، ولعلها تكون ثورة تعصف بكل من عبث بهذا النادي وسمعته، وتعالج القضايا تباعاً وأهمها المشكلة المالية التي خلّفتها إدارة بارتوميو.
اقرأ/ي أيضاً:
بايرن ميونيخ.. كيف تصنع فريقاً تهابُه أوروبا
رسالة إلى زيدان.. الثقة تجرح في بعض الأحيان