عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
لا شيء داخل أوساط النادي الكتالوني غير قضية غريزمان وقدومه إلى برشلونة أخيراً، لا حديث سوى عن تحقيق الفرنسي لحلمه ودخول إدارة برشلونة بقوّة لهذا الميركاتو.
بصفقة 120 مليون يورو اعتبرت هي ثالث أغلى تعاقد بتاريخ برشلونة، جاء غريزمان من أتلتيكو مدريد، الصفقة التي كانت من المفروض أن تُبرم في العام الماضي لكن الظروف ومجيء كل من ديمبيلي وكوتينيو كأغلى صفقتين بتاريخ النادي تم تأجيل مشروع بطل العالم إلى هذا الميركاتو، لتضرب تطلّعات الجماهير عرض الحائط وهي تشاهد هجومها للعام القادم بقيادة ميسي وغريزمان.
مجيء غريزمان إلى برشلونة يمكن تقسيمه إلى قسمين، أول سلبي وآخر إيجابي، فلنبدأ بالأشياء الجميلة والتي تبعث التفاؤل، الفرنسي لاعب شمولي في الناحية الهجومية، ما معنى كلمة شمولي؟، أي أنه قادر على إعطاء الإضافة في كل مراكز الهجوم وبدقة عالية، يلعب كـ جناح أيمن وخلف المهاجمين ومهاجم ثانٍ وفي بعض الأحيان لاعب وسط هجومي.
يمكن الاعتماد عليه في عملية البناء واللاعب القادر على نقل الكرة بسرعة في التحولات الهجومية، يستطيع خلق الفرص لرفاقه ويعمل للمجموعة أكثر ما يعمل لنفسه، تكتيكياً يحمل غريزمان الكثير من هذه الصفات من أيامه في الروخي بلانكوس مع سيميوني، منضبط في النواحي الدفاعية في حالات الضغط حتى في المساعدة على الأطراف أو في العمق، بالمحصّلة يعتبر الفرنسي صفقة مميزة لبرشلونة من جميع النواحي ولكن!.
أثبتت النظريات الجديدة في برشلونة أنّ نسبة نجاح الوافدين الجدد لا تتجاوز الـ 40% أوبالأحرى لا يقدّم اللاعب مهما وصلت نجوميته كامل موهبته ويكون مقيّد ويتحوّل الوضع إلى ضغوط نفسية تخرجه عن المنافسة ويصبح اللاعب عالة على الفريق، الأمثلة كثيرة أبرزها كوتينيو وديمبيلي أغلى صفقات النادي.
تعود أسباب هذا التراجع لعدّة عناصر أبرزها كثرة النجوم في الفريق خاصة في الهجوم، ويعمل المدرب فالفيردي على بناء المنظومة على لاعب واحد هو ميسي، وهذا يهمّش بقية اللاعبين.
تألق غريزمان يعتمد على مدى المصداقية في عمل الفريق الذي اعتمد على الشللية في الموسم الأخير بقيادة فالفيردي، أي بمعنى أصح يعتمد على نفس اللاعبين الذين يدعمون المدرب دون النظر للفائدة التي يقدموها، غريزمان لا يحتاج للوقت لإثبات نفسه إنما بحاجة للمساحة الكافية.
بين تصريحات غريزمان التي عبّر خلالها عن حماسه للمشاركة بقميص برشلونة، وكثرة النجوم في الفريق وإشاعات عودة نيمار للفريق، تبقى صفقة غريزمان برشلونة مجهولة الملامح إلى أن يبدأ الموسم القادم.
مواد أخرى للكاتب:
بطولة ويمبلدون… بين نادال وفيدرر “أنا أعشق الفيدال”
كوبا أميركا بين ميسي والكونمبيول….كيف تكون عقلانياً!
رودريغو وبيب غوارديولا…. لأن بوسكيتس فكرة