دشنت إسرائيل ما أطلقت عليه سفارة افتراضية لها في الخليج من خلال حساب “إسرائيل في الخليج” على تويتر، تزامناً مع حراك دبلوماسي إسرائيلي علني ونشط في بعض العواصم الخليجية وظهور مسؤولين إسرائيليين في عدد منها في الآونة الأخيرة وحديث عن “صفقة قرن” وشيكة قد يعلن عنها قريباً، تتخللها تصريحات متكررة على ألسنة سياسيين وكتاب بشأن توافق خليجي إسرائيلي بشأن عدو واحد: إيران.
هذا الحساب الذي كان موجوداً في السابق و يتبع الخارجية الإسرائيلية أعلن عن زيارة قام بها حاخام يهودي لأبناء الجالية اليهودية في دبي، مؤكداً أن اعتراف الإمارات بالجالية اليهودية سيفسح المجال أمام بناء كنيس هناك. وقال حساب إسرائيل في الخليج: “يسرنا أن نعلن إعادة إطلاق صفحة إسرائيل في الخليج بهدف تعزيز الحوار بين إسرائيل وشعوب الخليج” معرباً عن “أمله” في أن تسهم هذه السفارة الافتراضية “في تعميق التفاهم بين شعوب دول الخليج وشعب إسرائيل في مختلف المجالات”.
يسرنا أن نعلن عن إعادة إطلاق صفحة “إسرائيل في الخليج” بهدف تعزيز الحوار بين إسرائيل وشعوب الخليج. نأمل أن تسهم هذه السفارة الافتراضية في تعميق التفاهم بين شعوب دول الخليج وشعب إسرائيل في مختلف المجالات pic.twitter.com/eaoLyc8fJm
— إسرائيل في الخليج (@IsraelintheGCC) February 5, 2019
أطلق حساب السفارة الافتراضية لأول مرة على تويتر في يوليو 2013، لكنه توقف عن التغريد منذ 10 ديسمبر 2014، دون أن يعلن بشكل رسمي عن أسباب التوقف.
ووجه حساب أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي على تويتر رسالة إلى المواطنين في الخليج قائلاً لهم: “إلى المتابعين الخليجيين الأعزاء، تابعوا هذا الحساب المخصص لكم (إسرائيل في الخليج) والموجه إليكم بهدف توسيع رقعة الحوار بيننا وبينكم”.
إلى المتابعين الخليجيين الأعزاء، تابعوا هذا الحساب المخصص لكم والموجه إليكم بهدف توسيع رقعة الحوار بيننا وبينكم. https://t.co/QzFXhY3tkd
— Ofir Gendelman (@ofirgendelman) February 5, 2019
في المقابل هاجم مستخدمون خليجيون إعلان الدولة العبرية عن سفارتها الافتراضية وقال مستخدم سعودي: “التفاهم بين الشعوب لا يكون بهذه السهولة التي تظنون، أنتم محتلون و ستبقون في نظرنا هكذا حتى و لو حاول كل الكون تجميل صورتكم القبيحة، لا يمكن أن نمد جسور السلام مع “دولة” بنيت على أجساد الشهداء في فلسطين” واصفاً إسرائيل بأنها “دولة عصابات لا يمكن أن يحدث معها تفاهم إلا بزوال احتلالها”.
التفاهم بين الشعوب لا يكون بهذه السهولة التي تظنون , أنتم محتلون و ستبقون في نظرنا هكذا حتى و لو حاول كل الكون تجميل صورتكم القبيحة , لا يمكن أن نمد جسور السلام مع “دولة” بنيت على أجساد الشهداء في #فلسطين, دولة عصابات لا يمكن أن يحدث معها تفاهم إلا بزوال إحتلالها
توقيع : سعودي
— محمـد الجـارالله (@mdonshatat) February 5, 2019
وبلهجة حازمة غردت مستخدمة: “إسرائيل في الجحيم، لا ولن تكونوا في أي أرض عربية”.
اسرائيل في الجحيم ….لا و لن تكونوا في اي أرض عربية
— Marwa Merabet #ElLayliLaylitna(@Marwa_Merabet) February 5, 2019
وندد مستخدم خليجي آخر بالكيان الدبلوماسي الافتراضي قائلاً: “لن يقبل التطبيع معكم ولا الحوار، أنتم لستم جيران، أنتم اغتصبتم أرض إخواننا في فلسطين، ليس لكم إلا أن تفكروا في الرحيل إلى البلدان التي جئتم منها، وعودة جميع أبناء فلسطين إلى وطنهم، أما أنتم كيهود ليس لنا عداء معكم من حيث الدين نحن نحترم كل الديانات” .
لن يقبل التطبيع معكم ولا الحوار ، انتم لستم جيران ، انتم اغتصبتم ارض اخواننا في فلسطين ليس لكم الا ان تفكروا في الرحيل الى البلدان التي جئتم منها وعودة جميع ابناء فلسطين الى وطنهم ، اما انتم كيهود ليس لنا عداء معكم من حيث الدين نحن نحترم كل الديانات .
— اسماعيل محمد العمرو (@isamro2) February 5, 2019
وتحدث مستخدم آخر عن التناقض الإسرائيلي، مغرداً: “تهدمون البيوت على رؤس ساكنيها وتتكلمون عن التفاهم؟ لعنة الله عليكم”.
تهدمون البيوت على رؤس ساكنيها وتتكلمون عن التفاهم لعنة الله عليكم
— Abu nasser (@Abunasser33) February 6, 2019
فيما علق الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، قائلاً: “تريدون التعايش السلمي وترتكبون أبشع الجرائم بحق أهلنا في فلسطين، تناقض فظيع في الشخصية اليهودية للأسف”.
تريدون التعايش السلمي وترتكبون ابشع الجرائم بحق اهلنا في فلسطين…تناقض فظيع في الشخصية اليهودية للأسف
— ضاحي خلفان تميم (@Dhahi_Khalfan) February 7, 2019
وأضاف في تغريدة أخرى أن “الإسرائيليين ارتكبوا جرائم بحق الفلسطينين يندى لها جبين الانسانية”.
الإسرائيليون ارتكبوا جرائم بحق الفلسطينين يندى لها جبين الانسانية…
— ضاحي خلفان تميم (@Dhahi_Khalfan) February 7, 2019
ولا توجد سفارات إسرائيلية على الأراضي الخليجية، لكن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو تحدث أكثر من مرة عن تنامي العلاقات الإسرائيلية الخليجية لاسيما في الشهور الأخيرة، دون اعتراض رسمي من المسؤولين الخليجيين على تصريحاته.
نعم لسفارة إسرائيلية في الرياض
وحتى سنوات قليلة كان هناك حاجز بين إسرائيل ومعظم دول الخليج، على الأقل على المستوى الرسمي غير أن ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سلطنة عمان العام الماضي وحديثه عن تقارب مع عواصم خليجية تزامناً مع مشاركة إسرائيل في تظاهرات رياضية في الدوحة وأبوظبي وزيارة وزيرة الرياضة الإسرائيلية مسجد الشيخ زايد في أبوظبي وظهور مسؤولين إسرائيليين في ملتقيات اقتصادية في المنطقة جعل من العلاقات الخليجية الإسرائيلية تأخذ منعطفاً جديداً وإن كانت ملامحها لم تتضح بعد. وأشار نتنياهو في عدة مناسبات إلى دفء العلاقات مع دول الخليج، وقال “إسرائيل ودول عربية أخرى أصبحت أكثر قرباً من أي وقت مضى” بسبب المخاوف من تهديد نووي إيراني.
وتقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية رسمية مع دولتين عربيتين فقط هما مصر والأردن.
وفي أكتوبر الماضي، عزف النشيد الإسرائيلي في إمارة أبوظبي للمرة الأولى في دولة خليجية، بعد إحراز لاعب الجودو الإسرائيلي ساغي موكي الميدالية الذهبية في مسابقة غراند سلام الدولية، ثم ظهرت وزيرة الرياضة الإسرائيلية ميري ريجيف تتجول في جامع الشيخ زايد في أبوظبي.
وفي أكتوبر زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلطنة عمان، حيث التقى السلطان قابوس بن سعيد. وفي نوفمبر الماضي أبلغ نتنياهو رئيس تشاد إدريس ديبي الذي كان في زيارة لإسرائيل وقتها، بأنه يتوقع أن يزور المزيد من الدول العربية الخليجية في المستقبل القريب بعد أن ذهب إلى سلطنة عمان”.
لكن تظل أوضح إشارة على تغير العلاقة بين الخليج وإسرائيل هي ما جاء في مقال نشرته صحيفة الخليج السعودية الإلكترونية في العام الماضي تحت عنوان “نعم لسفارة إسرائيلية في الرياض وعلاقات طبيعية ضمن المبادرة السعودية”، وأهمية المقال أن كاتبه السعودي دحام الجفران العنزي، مقرب من النظام السعودي الحاكم، ومعروف بترويجه الدائم لسياسات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كما يعد ضيفاً دائماً على أهم القنوات الإخبارية السعودية، ما يعني رضا السلطات السعودية عنه.
وقال العنزي في مقاله: “سنفرح كثيراً لرؤية سفارة إسرائيلية في الرياض وسفارة سعودية في عاصمة إسرائيل القدس الغربية، وكلّي ثقة أن كثيراً من السعوديين وأنا أحدهم سيسعدنا السفر إلى دولة إسرائيل والسياحة هناك ورؤية الماء والخضرة والوجه الحسن”.
ومع تنافس دول الخليج في توطيد علاقاتها مع إسرائيل، يمكن القول إن الموقف الشعبي الرافض للتطبيع هو العائق الرئيسي أمام هذا الأمر، كما سبق وصرح بذلك رئيس وزراء إسرائيل بنفسه ذات يوم، لكن منذ متى والدول العربية تستمتع لمواطنيها؟
المصدر: رصيف22
اقرأ/ي أيضاً: