منذ متى لم تشاهد جماهير ريال مدريد فريقها يسجل 4 أهداف خلال 90 دقيقة، وكم عبّرت عن سعادتها بالعودة التي فرضها نجوم الفريق أمام جيرونا بعد هدف التعادل للضيوف، فلقطة مشجع “البرنابيو” وهو يصرخ لحظة هدف راموس تعطينا انطباعاً عن الفرحة الجنونية.
لم يكن هدف راموس بمثابة هدف التقدم فقط بل كانت له معاني كثيرة أبرزها عودة الروح للفريق، فلو أعدنا لقطة الهدف كيف يجري مدافع على طول الملعب ويرتقي بهذا الأسلوب في الدقيقة 77 من عمر المباراة ثم يضع الكرة برأسه في الشباك، عدا عن فرحة مارسيلو “صانع الهدف”. كانت لوحة فنّية اعتاد عليها جمهور البرنابيو لكن في وقتٍ مضى قبل بداية هذا الموسم، لكن الفريق افتقدها تحت إمرة الإسباني جولين لوبتيجي.
في تقرير أخير لموقع AS الإسباني، وضّح الكاتب أهمّية شخص واحد يجب أن يتواجد ضمن الطاقم الإداري والفني والتدريبي في قلعة البرنابيو، ألا وهو أنتونيو بينتوس، الاسم الذي اعتادت عليه جماهير الريال خلال فترة استلام الفرنسي زين الدين زيدان للفريق، الأصلع الذي أصبح الأب الروحي للاعبين وهو كلمة السر في استمرارية الفريق بنفس الروح و”الغرينتا” حتى نهاية الموسم، بينتوس الذي خسر مكانته مع لوبيتجي ليعاني اللاعبين بعدها في التأقلم مع الجديد أوسكار كارو، الذي وصل للفريق مع لوبتيجي، و وجد صعوبات حتى في فرض كلمته داخل غرفة الملابس.
عانى الريال من أزمة إصابات عديدة هذا الموسم، “مارسيلو_ بيل_ كارفخال_ إيسكو_ كاسيميرو_ فاران_ ماريانو_ نافاس_ فاييخو_ أدريزولا”، غيابات متقطّعة ضربت الاستقرار في الفريق، حتى أثناء استشفاء اللاعبين لم نكن نشعر بالروح والعزيمة التي كنا نشاهدها سابقاً، فاللاعب الذي يعود من إصابة يخشى أن يتعرّض لها مجدداً، نوع من عدم الثقة بعملية الإعداد البدني، ومع استمرار الأداء الهزيل مع لوبتيجي شهدنا على هزائم قوية، منها 0-3 أمام سيسكا موسكو في البرنابيو ببطولة دوري أبطال أوروبا، ونفس النتيجة أمام إيبار في الليغا.
ما ميّز سولاري عن لوبيتيجي، أن الأول كان قريباً من الفريق ويعلم تماماً أن تواجد بينتوس كان مفتاحاً أساسياً في ألقاب الريال التاريخية خلال عهدة زيزو، الذي كان أول اسم طلبه من بيريز في عام 2016 وجاء به من إيطاليا، بعدما لاحظ التراجع البدني للاعبي الريال. في العودة لتقرير موقع AS، يختم الكاتب كلماته بأن لاعبي الميرنغي أعطوا وعداً على أنفسهم أن عودة نافاس وفاييخو في شهر فبراير، ستكون بمثابة إقلاعهم مثل الطائرات، وفي النهاية ذكر أن كلمة السر هو المعد الإيطالي أنتونيو بينتوس.
عبدالرزاق حمدون* صحفي رياضي مقيم في ألمانيا