نُقل رفعت الأسد الذي يحاكم في باريس في قضية “إثراء غير مشروع”، إلى المستشفى، وهو منذ يوم الإثنين 16 كانون الأول/ ديسمبر في “العناية المركزة”، وفق ما أعلن ابنه سوار الأسد لوكالة فرانس برس.
وأوضح سوار الأسد أن والده يعاني من نزيف معوي “وليس في حالة جيدة”، وأضاف “يجب أن يبقى يومين أو ثلاثة أيام في العناية المركزة”.
وفي بداية محاكمته في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر، اعتذر عن طريق محاميه، عن الحضور لأسباب صحية وقدم وثائق تثبت ذلك. وقال أحد مستشاريه للمحكمة أن “أطباءه نصحوه بتجنب أي وضع يسبب توتراً”.
وطلبت النيابة العامة الفرنسية مساء الإثنين حكماً بسجن رفعت الأسد لمدة 4 سنوات وفرض غرامة قدرها 10 ملايين يورو عليه، ومصادرة كل ممتلكاته التي يشملها التحقيق وهي منزلان كبيران ونحو أربعين شقة في باريس وقصر.
واتهم ممثلو الادعاء رفعت الأسد، وزير الدفاع السوري ونائب الرئيس سابقاً، باختلاس أموال الدولة السورية لبناء إمبراطورية عقارية في فرنسا بقيمة نحو 90 مليون يورو.
ورفعت الأسد متهم أيضاً بـ”تبييض أموال في إطار عصابة منظّمة” للاحتيال الضريبي المشدد واختلاس أموال عامة سورية بين عامي 1984 و2016. وهي اتهامات ينفيها رسمياً ويدعي أنه جمع ثروته من هبات من العائلة المالكة السعودية تصل إلى أكثر من مليون دولار شهرياً.
وأُرغم رفعت الأسد على مغادرة سوريا إلى المنفى عام 1984 بعد أن قاد انقلاباً فاشلاً ضدّ شقيقه حافظ الأسد، وعاش بعدها بين بريطانيا وفرنسا.
وخلال إقامته في أوروبا مع زوجاته الأربع وأولاده البالغ عددهم 16 ولداً وحاشية يبلغ عدد أفرادها حوالي 200 شخص، جمع ثروة عقارية أثارت الشكوك.
ففي فرنسا فقط، يملك رفعت الأسد قصرين وحوالى أربعين شقة في أحياء راقية من العاصمة بالإضافة إلى قصر مع مزرعة خيول في فال دواز قرب باريس ومكاتب في ليون، وغيرها.
وتصل امبراطوريته العقارية حتى إلى جبل طارق التابع للمملكة المتحدة، كما يملك في إسبانيا أكثر من 500 عقار تقدر قيمتها بـ691 مليون دولار تمت مصادرتها في عام 2017.
وكان رفعت الأسد أحد الأركان السابقين للنظام السوري، وقائد “سرايا الدفاع” وهي قوات خاصة كان لها دور أساسي في ارتكاب مجرة في مدينة حماة بوسط سوريا عام 1982، راح ضحيتها أكثر من 40 ألف شخص، بحسب اللجنة السورية لحقوق الإنسان.
المصدر: (فرانس برس/ DW عربية)
اقرأ/ي أيضاً:
“بعد ما شاب ودّوه الحساب”.. بدء محاكمة المجرم رفعت الأسد في باريس
أحد رجال أعمال وأموال الأسد تحت العقوبات الأميركية
من معرض صور قيصر: “العدالة هي الطريقة المثلى لتحقيق السلام، حتى لو احتاج تحقيقها إلى وقت”..