أكدت السلطات الإيطالية اليوم الجمعة 23 كانون الأول \ ديسمبر 2016، مقتل أنيس عامري، المشتبه به في تنفيذ الهجوم على سوق الميلاد في برلين، في اشتباك مع الشرطة في مدينة ميلانو.
كان أنيس عامري قد هرب من تونس قبل سبع سنوات، بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد، وبسبب عقوبة جنائية في تونس.
وفيما يلي تغطية عن حياة عامري نشرتها دوتشي فيلليه، من تونس إلى لحظة مقتله في إيطاليا.
ولد أنيس عام 1992 في حي حشاد بمنطقة الوسلاتية التابعة لولاية القيروان. وله أخٌ واحد وأربع شقيقات. كما ذكر مسؤول أمني تونسي أن أنيس عامري أوقف مرات عدة بسبب المخدرات قبل الثورة، التي أطاحت مطلع 2011 بنظام زين العابدين بن علي.
وتعد مدينته القيروان عاصمة روحية لتونس، بسبب تاريخها الإسلامي. وفيها الجامع الكبير، لكن المدينة تحولت في الأعوام الأخيرة إلى مركز للسلفيين المتشددين في تونس. واندلعت مصادمات في سنة 2013 بين الشرطة ومؤيدي جماعة “أنصار الشريعة” المتشددة في القيروان، بعد أن منعت السلطات التونسية ملتقى سنويا تعقده الجماعة في المدينة ويحضره الآلاف منهم.
وغادر أنيس تونس سنة 2009، هربًا من الفقر
وبحسب قول أخيه عبد القادر عامري كان أنيس “يريد بأي ثمن تحسين الوضع المادي لعائلاتنا التي تعيش تحت خط الفقر كأغلب سكان الوسلاتية.” وذكر الأخ أن أنيس حكم عليه في تونس بالسجن 4 سنوات بسبب إدانته في جرائم سرقة وسطو.
السجن 4 سنوات في إيطاليا
وعند وصوله إلى إيطاليا قدم أنيس طلب اللجوء مشيرًا فيه إلى أنه قاصر، وتم ارساله إلى مركز لاستقبال اللاجئين القصر في مدينة كاتانيا في جزيرة صقلية. وفي 24 تشرين الأول/ اكتوبر 2011 أُوقف مع ثلاثة من مواطنيه بعد حرقهم مدرسة، وحكم عليه بالسجن لأربع سنوات، وأمضى عقوبته في كاتانيا ثم في عدة سجون في صقلية. ولأنه لم يكن من المساجين المنضبطين، لم ينل أي خفض لمدة عقوبته وأمضي فترة العقوبة بالكامل في السجون.
طلب اللجوء في ألمانيا
بعد خروجه من السجن سنة 2015، أُرسل إلى مركز لتحديد هويته وصدر بحقه قرار طرد من إيطاليا. وقالت صحيفة “ميلانو” إن إجراءات تحديد الهوية الضرورية لترحيله “لم تقم بها السلطات التونسية ضمن المهل القانونية”، ما يفسر اضطرار ايطاليا “للإفراج عنه”. ومن ثم دخل ألمانيا وقدم فيها طلبا للجوء في تموز/ يوليو 2015. واشتبهت الشرطة الألمانية باتصاله بالتيار السلفي، وتم تصنيفه كـ “شخص خطر.”
كان أنيس يخضع للتحقيق منذ آذار/ مارس الماضي، كُلِّفت به نيابة برلين بتهمة “الإعداد لعمل إجرامي خطير يشكل خطرا على الدولة.” لكن التهم أسقطت لغياب الأدلة الكافية، ومن ثم توقفت مراقبته في أيلول/ سبتمبر الماضي. وأمضى أنيس عامري وقته متنقلا في مختلف أنحاء ألمانيا، لإخفاء أثره على ما يبدو.
على علاقة مع العراقي “أبو ولاء”.
وأشارت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية إلى أن الشاب التونسي كان على علاقة مع عراقي يبلغ 32 عاما، مشهور باسم أحمد عبد العزيز عبد الله ولقبه “أبو ولاء”. وأوقف “أبو ولاء” في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي إلى جانب أربعة شركاء آخرين لتشكيلهم شبكة تجنيد لصالح تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، بحسب النيابة الاتحادية الألمانية.
رفض طلب اللجوء
قال رالف ييغر، وزير الداخلية بولاية شمال الراين-ويستفاليا الألمانية، إن أنيس رُفِضَ كطالب لجوء في حزيران/ يونيو 2016 “ولكن لم تستطع السلطات المعنية ترحيله لأنه لم يكن لديه أوراق هوية صالحة”. كما أكد الوزير أن تونس شككت مرارا في أنه تونسي الجنسية. وأكد الوزير أن أوراق الهوية المطلوبة لترحيله لم تصل سوى بعد يومين، بعد الهجوم الإرهابي في برلين
وكان الادعاء العام الألماني قد أصدر أمر اعتقال بحق أنيس عامري بتهمة هجوم الدهس بشاحنة على سوق عيد الميلاد بالعاصمة الألمانية برلين. وقالت المتحدثة باسم الادعاء العام أن الأدلة تشير إلى أن عامري هو من قاد الشاحنة، التي اقتحمت السوق مساء الإثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول) وتسببت في قتل 12 شخصا وإصابة نحو 50 آخرين. دوتشي فيلليه
مواضيع ذات صلة
ميركل تواجه أعنف هجوم على سياستها في الصحافة الألمانية بعد اعتداء برلين
سياسية ألمانية: تقليص عدد اللاجئين لا يضمن أن من تبقى سيكون “قديسا”
مطالبات في ألمانيا بتشديد قانون الإقامة والإجراءات الأمنية بعد هجوم برلين