الدكتورة هالة الغاوي، طبيبة وعضوة في حركة عائلات من أجل الحرية التي تناضل من أجل الحرية والعدالة للمعتقلين والمعتقلات في سوريا:
بينما يواجه زملائي وزميلاتي في جميع أنحاء العالم أسوأ جائحة يمكننا تذكرها، أشعر بالخوف من انتشار فيروس كورونا والمعتقلين في زنزانات الأسد تحت الأرض. في جميع أنحاء سوريا، عشرات الآلاف من المعتقلين والمعتقلات موجودين في زنزانات مزدحمة، قذرة وغير معرضة للتهوية. لقد استنفدت الأجهزة المناعية للمعتقلين والمعتقلات بسبب التعذيب المنهجي على يد النظام وإساءة معاملتهم. إن تفشي فيروس كورونا في هذه الظروف هو رعب لا يمكن تخيله.
علاوةً على ذلك، هاجم النظام وروسيا ولسنوات عديدة المجتمع الطبي السوري بشكل مباشر، تحديداً الأشخاص والأنظمة الأكثر حاجة لوقف انتشار هذا المرض. تم احتجاز زوجي وتعذيبه لأشهر لمجرد كونه طبيباً.
إن النظام السوري الذي أخذ أحباءنا منا ليس لديه مصلحة في حماية المعتقلين – ولكن في هذه الأيام عندما يتحد بقية العالم ضد عدو مشترك، أدعو من كل قلبي أن تقوم الأمم المتحدة والسلطات الصحية الدولية باستخدام سلطاتها لوقف تفشي فيروس كورونا في مراكز الاعتقال في سوريا.
لقد رأيت آثار الاعتقال على العديد من المعتقلين السابقين الذين عاملتهم كطبيبة بعد إطلاق سراحهم. لن أنسى أبداً تلك الشابة التي قابلتها بعد إطلاق سراحها. كانت تعاني من أمراض متعددة وكان جسدها مغطى بندبات من التعذيب المستمر الذي تعرضت له. أخبرتني عن صديقتها التي تعرضت للتعذيب الشديد، والتي توفيت بسبب المرض والمعاملة اللاإنسانية. أكثر من مرة اضطررت للخروج من المقابلات التي كنت أجريها مع المعتقلين مثلها، لكي أبكي.
دعوة للإفراج الفوري عن جميع المعتقلين
في ظل هذه الظروف، والآن وسط الانتشار السريع لفيروس كورونا، نطلب من مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا وجميع وكالات الأمم المتحدة المطالبة بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين المحتجزين في هذه السجون البائسة ومراكز الاعتقال غير الرسمية. على الأقل، يجب أن تحصل المنظمات الصحية الدولية مثل الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية على إمكانية الوصول المنتظم إلى مراكز الاعتقال من أجل توفير تدابير صحية عاجلة وعلاج طبي للمحتجزين.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأمم المتحدة أن تصر على أن قرار العفو الصادر عن بشار الأسد يوم الأحد وجميع المراسيم اللاحقة لا تستبعد السجناء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان.
أزمة كورونا والمعتقلين
العالم يدرك أن فيروس كورونا يمكن أن يكون مميتاً لأولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة وكبار السن – ولكن ماذا عن أولئك الذين يعانون من الجوع والتعذيب والذين تُركوا لمواجهة هذا الفيروس وحدهم؟
إن تفشي الفيروس بين المعتقلين في سجون الأسد يمكن أن يتسبب في عدد كبير من الوفيات ويجب على العالم تحمل المسؤولية لمنع ذلك.
اعتُقل أخي ووالد زوجي تعسفياً في عام 2013، ومنذ عام 2017 قمت بحملة دؤوبة إلى جانب سيدات آخريات في حركة عائلات من أجل الحرية من أجل إطلاق سراحهم، والعدالة لجميع أحبائنا الذين تم اعتقالهم واختفائهم قسراً في سوريا.
لقد عاش السوريون طوال سنوات كل أنواع الموت: بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية والتجويع والغرق والتعذيب. ما لم تتخذ الأمم المتحدة التدابير اللازمة وتتحرك فوراً، فإن عدداً لا يحصى من المعتقلين سيعانون من الموت بسبب الفيروس في زنزانات الأسد تحت الأرض.
يرجى التوقيع على هذا الطلب العاجل ونشره، فيروس كورونا ينتشر بسرعة وليس لدينا يوم نضيعه.
اقرأ/ي أيضاً:
الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق نار عالمي بسبب فيروس كورونا
اختبارات للكشف عن كورونا في إدلب وسط مخاوف من وصول الوباء إلى المخيمات