عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
في إحدى الأساطير الرومانية القديمة تروي لنا قصّة “نيرون” الإمبراطور الروماني الخامس، الذي حوّل روما لمكان مليء بالنزاعات والإنقلابات وساحة للإغتيالات وشهدت انحدار سياسي كبير، فيما كان الإمبراطور مشغولاً بملذّاته الشخصية وصرف نظره عن مملكته التي حرقها فيما بعد، لأن أنانيته دفعته لفعل ذلك بحجّة إعادة بناء روما.
أصبح الإمبراطور الروماني مثالاً عندما تتواجد الأنانية بداخل مسؤول ما، ويخرب كل ما هو جميل بأنانيته التي تشبه نيرون مع سكان روما، وفي مكان ليس بعيد عن العاصمة الإيطالية نشهد على قصّة جديدة فيها الكثير من أسطورة نيرون، “جوسيب بارتوميو” رئيس نادي برشلونة.
بارتوميو يشبه نيرون لدرجة أنه تقلّد رئاسة برشلونة في وقت مبكر مثلما فعلها الإمبراطور بسن صغير حينها، عندما سبّق الانتخابات في النادي الكتالوني تحديداً في عام 2015، ومنذ ذلك الوقت بدأت حقبة جديدة في برشلونة بمسمى بداية الانحدار الرياضي في مكان مليء بالمعاني الرياضية.
صفقات مشبوهة وتهميش أبناء النادي والأكاديمية، تحويل النادي من معناه الرياضي إلى سلعة اقتصادية، محو كل ما هو جميل في النادي والعبث بمفاهيم رسخّها العرّاب يوهان كرويف، إضعاف كل من يحاول منافسته حتى في اتخاذ القرار، استخدام الإعلام القريب منه لصالحه ولو على حساب اللاعبين ونجوم النادي، الإبقاء على مدرب عديم الشخصية وفقير الفكر ومحدود الطلبات ويقول “نعم” لطلبات الرئيس دون نقاش حتى.
لو سألت جماهير برشلونة في العصر الحديث ما سر حبّهم لناديهم، سيكون السبب هو الفلسفة والهوية للفريق وأسلوب اللعب الخاص القريب للكرة الشاملة، الإعتماد على أبناء النادي بأكاديمته اللاماسيا، ليكون جيل 2009 الأسطوري بقيادة بيب غوارديولا هو الجيل الذهبي للنادي ويعتبر كل فرد منهم أسطورة بنظر العشّاق، وما حصل مؤخراً مع الحارس فيكتور فالديز وكيف تمت إقالته من تدريب فريق الناشئين بحجج ضعيفة، تعطينا فكرة عن سياسة حكومة بارتوميو التي تسعى لإبعاد تلك الأساطير أمثال بويول وحتى تشافي مدرب السد القطري لن يأتي إلى برشلونة في ظل تواجد هذه الإدارة المستبدة.
ما يُعرف عن إقليم كتالونيا هو مطالبته الدائمة بالاستقلال والحرّية عن مدريد، لكن قبل التفكير بالعاصمة على أبناء المقاطعة السعي نحو استقلالهم من بارتوميو وإدارته قبل اشتعال الحرائق داخل أروقة “الكامب نو”.
اقرأ/ي أيضاً:
برشلونة انتر ميلان.. كيف تفوّق فالفيردي في شوط المدربين؟
تيبو كورتوا.. المذنب والضحية في حارس واحد